أكدت كاثرين آشتون المفوضة السامية للشئون الخارجية و الأمن بالاتحاد الأوروبي أن فصلا جديدا في العلاقات بين العراق والاتحاد الأوروبي قد بدأ مع توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع بغداد اليوم. وأعربت آشتون في المؤتمرالصحفى المشترك الذى عقدته مع وزير الخارجية العراقى هوشيار زيباري في اعقاب توقيع الاتفاقية عن سعادتها البالغة بتوقيع هذه الاتفاقية التي تكتب كلمة النهاية للقطيعة التى استمرت بين المجموعة الأوروبية والعراق، لا سيما وأنها ستؤدى الى دعم الاستثمار والتجارة بين الجانبين و تؤدى لإقامة علاقات على أساس سليم مع دول المجموعة الأوروبية والعراق.
وثمنت المسئولة الأوروبية استضافة بغداد للمفاوضات حول الملف النووى الايرانى بين مجموعة ال5+1 و طهران، وقالت إن انعقاد هذه الجولة من المفاوضات في المنطقة يعد امرا هاما و يعكس اهتمام المنطقة بهذا الملف، معربة عن املها في أن تفضي المفاوضات الى اتفاق بهذا الشأن.
ومن جانبه رحب وزير الخارجية العراقية بتوقيع الاتفاقية التي تمتد لتشمل الكثير من المجالات والتى تأتي تتويجا لمفاوضات بدأت فى عام 2006 لتنهي حقبة سيئة في تاريخ بلاده التي كانت ترزح فيه تحت وطأة العقوبات والعزلة التامة.
وأكد وزير الخارجية العراقية هوشياري زيباري أن هذه الاتفاقية تؤسس لعلاقات منظمة بين دول الاتحاد ال27 فى العديد من المجالات فى أعقاب استعادة العراق لمكانته، مضيفا أن هذه الاتفاقية ستساعد على اندماج العراق فى العالم لاسيما وأنه بحاجة الى الخبرات الدولية فى عملية إعادة البناء.
وأشار زيباري إلى أن الملف النووي لا يهم فقط مجموعة الدول الست وإنما كل دول المنطقة ودول الخليج بصفة خاصة، مؤكدا أن الدور العراقي لن يقتصر فقط على رعاية واستضافة المفاوضات وانما سيكون دورا تجهيزيا من أجل تأمين المناخ العام الملائم و الاطار السليم الذى يسمح بإجراء حوار جيد ومثمر بين جميع الأطراف.
وأضاف وزير الخارجية العراقي أن نجاح هذه المفاوضات سوف يؤكد على جدية العراق، كما يضفى مصداقية على القرارات التى تم اتخاذها خلال القمة العربية تحت رئاسة بغداد و التى أوصت بأن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وردا على سؤال بخصوص الوضع في سوريا، قال زيباري بحزم "موقفنا من الملف السوري واضح ولا لبس فيه، فنحن لسنا كما يشاع مع النظام وإنما مع حقوق السوريين وحرية الشعب ومع عملية الانتقال السلمي للسلطة بقيادة سوريا و بعملية سياسية تضع حدا للقتل وبالتالى فنحن ندعم خطة المبعوث الأممي العربي كوفي آنان بنقاطها الست والتى تطالب بوقف العنف و والعمليات الارهابية على غرار ما حدث بالأمس فى العاصمة دمشق من تفجيرات لانتحاريين.
وأضاف أن زيباري أن البديل لخطة آنان في حال فشلها هو العودة مرة أخرى الى مجلس الأمن لأنه لأول مرة يتحقق اجماع دولى حول خطة آنان و من ثم لا يمكن ان تكون المرجعية لجامعة الدول العربية و انما لمجلس الامن.
وفيما يتعلق بمحاكمة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، قال نحن حريصون على توفير محاكمة عادلة له ولكنه حتى هذه اللحظة يرفض أن يحاكم فى بغداد و لكن فى كركوك.