ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية أن إحباط محاولة جديدة لتنظيم القاعدة تحطيم طائرة ركاب - فى محاكاة واضحة لمحاولة التفجير الفاشلة لطائرة خطوط "نورث وست" الجوية فى عام 2009 - كان يعتبر أنباء سارة وسيئة فى نفس الوقت. وأشارت المجلة - فى سياق تقرير بثته اليوم على موقعها الإلكترونى - إلى أن الأنباء الجيدة هى أنه فى عملية نفذت بتنسيق وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى آى إيه" تم إقحام جاسوس إلى داخل المنظمة التى تنوى تحطيم طائرة الركاب، وهى فرع صغير من القاعدة الموجودة فى اليمن بشبه الجزيرة العربية.
وأوضحت المجلة أنه وفقا للتقارير فإن الجاسوس كان هو "الشهيد" الذى خصصت له مهمة ارتداء الملابس التى تحوى متفجرات التى كان من المفترض أن تنفجر على متن طائرة متجهة إلى الولاياتالمتحدة.
وقالت الصحيفة إنه بدلا من ذلك قام بتسليم جهاز التفجير إلى خبراء التعامل مع المتفجرات إلى جانب الكثير من المعلومات الاستخباراتية القيمة التى تساعد فى التصرف على أسس قانونية - ويدعى المسئولون أنه بالفعل ساعدت معلومات الجاسوس فى توجيه ضربة طائرات بدون طيار قتل فى أحد المخططين لتنفيذ مؤامرة المشتبه أيضا فى تورطه بتفجير المدمرة "يو إس إس كول" فى اليمن عام 2000.
وأضافت المجلة أنه إذا كانت التقارير حقيقية فإنها كانت عملية ناجحة بشكل مفاجئ وتجسس على أفضل المستويات، حيث إنه كما تعلم "سى آى إيه" فإن عملية الدخول إلى جماعة صغيرة من المتشددين تعد مستحيلة فعليا.
ورأت المجلة أن الأنباء السيئة هى أن القاعدة لم تنته بعد، فأسامة بن لادن ربما يكون رحل بعيدا وباقى قيادة الحركة فى باكستان قد تم إضعافها وتحييدها لكن الحقيقة الصعبة هى أن مثل هذه الانتصارات لا تستطيع إيقاف جماعة صغيرة من الرجال والنساء الذين يوكل إليهم مهام من الاستمرار فى محاولة تنفيذ مجزرة جماعية.
ونوهت المجلة إلى أن الأدلة التى تم الحصول عليها خلال الغارة على مجمع بن لادن العام الماضى كشفت أن القاعدة لم تكن أكثر من مجرد كيان مهلهل، ولا بأكثر من فكرة أو اسم، مما يعنى أنها أصبحت بنفس درجة خطورة الفرع الأكثر ارتكابا للأعمال الدموية. وأشارت المجلة إلى أن الأنباء السيئة الأخرى هى أن القاعدة فى اليمن، برغم انتكاسات خسارة بعض قادتها الرئيسيين مثل أنور العولقى فى ضربات بدون طيار، تعمل بشكل قوى على الابتكار.
وأوضحت المجلة أن تصميم القنبلة التى تم الحصول عليها من الجاسوس يعكس حقيقة أن القاعدة فى شبه الجزيرة العربية تدرس بعناية أمن الطائرات بحثا على نواقص والتعلم من إخفاقاتها السابقة، وذلك أمر مزعج لأن القاعدة تكون فى أخطر وضع عندما تكون قادرة على الابتكار.
وقالت المجلة إن هذه الحادثة عرفت شركات الطيران بأحدث الأجهزة بل وأنه تم عرض صور لها، لكن عمل الجاسوس يكون أكثر تأثيرا عندما لا يلاحظ ولا يعلن عنه.
وأشارت المجلة إلى أنه مع كل التسريبات الصحفية، يمكن الوثوق بأن القاعدة عادت للابتكار وهذه ليست بالأنباء السارة.