بيروت: أثارت دعوة القس تيري جونز بإحراق نسخ من القرآن الكريم العديد من ردود الفعل الغاضبة في العالم الإسلامي وفي مقال له بصحيفة "السفير" اللبنانية كتب الشاعر الكبير عباس بيضون مقالة تحت عنوان "اشكال الأستفزاز". ذكر بيضون في مقاله أنه بالرغم من معارضة البابا ورئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية لهذه الدعوة التي وجهها القس جونز لحرق المصحف الشريف فإن زلة كهذه تكفي لتحريك العالم الإسلامي من أندونيسيا إلى إيران وستخرج التظاهرات في كل مكان تحت وطأة هذا العار الذي لن يفكر أحد سوى "القاعدة" في كيفية رفعه واستئصاله. ويرى بيضون أن هذا الطريق الأخير سيبقى مفتوحاً كما توقع أوباما، وبالتالي لا يمكن حصر عدد الأشخاص الذي سوف تسوقهم هذه الإهانة إلى الانخراط فيه، حيث أن العنف كان باستمرار أحد الافتراضات، خاصة للذين يغصون بالإهانة ولا يجدون سواه سبيلاً. وكما ذكر الشاعر اللبناني في مقاله أن هناك 49% من الأمريكيين اليوم طبقاً لإحصائية أخيرة لا يطيقون المسلمين ولم تكن النسبة بهذه الدرجة بعد 11 سبتمبر/ أيلول، هذا إلى جانب ردود الفعل السلبية التي اثارها المركز الإسلامي (غراوند زبرو) الذي سيشيّد على بعد 180م من برجي التجارة المنسوفين، هذا إلى جانب من يؤيدون منهج القس جونز وإن كانوا لا يوافقون على اقتراحه. ويرى بيضون أن هذا هو ما دفع صحيفة "اللوموند" الفرنسية لأن تحمل عنواناً صارخاً هو "هل هناك فوبيا إسلامية لدى الأمريكيين؟"، مشيرا إلى أن دستور الولاياتالمتحدة لا يضع حدوداً لحرية التعبير، حيث أقرت المحكمة العليا في الولاياتالمتحدة أن من حق أي أمريكي إحراق العلم الأمريكي نفسه، كذلك أقرت في مجال آخر حرية الدفاع عن اللاسامية والمحرقة بخلاف دول أوروبا التي تضع قيوداً على حرية التعبير. ويختتم بيضون مقاله بصحيفة "السفير" بتساؤل "إلى متى يستطيع قس يرعى 50 عائلة أن يستفزنا، إلى متى نهتز لأقل حركة في الخارج. إلى متى نخاف من أصغر استفزاز خارجي؟"