ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الخميس أن الخطاب الذي أدلى به الرئيس الأمريكي باراك أوباما من قاعدة باجرام الأمريكية في الذكرى الأولى لمقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن قد تتضمن تصورا ورؤية مزدوجة للسلام في أفغانستان. وأوضحت الصحيفة - في افتتاحيتها على موقعها على شبكة الانترنت - أن تلك الازدواجية تتمثل في التزام أمريكي طويل الامد تجاه أفغانستان ونضالها لتأسيس حكومة أفغانية ديمقراطية والدفاع عن سيادتها، فيما يعد الرئيس أوباما الامريكيين بإنهاء "عقد كامل من الحروب في الخارج منذ وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر".
وأضافت أن تلك الازدواجية في الاهداف لا تعني بالضرورة تضارب أو تخبط في الرؤى بل وعلى العكس فإنها تعتمد بشكل أساسي على الحاق هزيمة حاسمة لارجعة فيها لتنظيم القاعدة والذي يؤكد الرئيس أوباما أنه هدف "يمكن إدراكه".
وتابعت: يجب أن نثمن جهود الرئيس أوباما لاتمامه اتفاقية شراكة استراتيجية ثنائية بين واشنطن وكابل وذهابه إلى كابل للتوقيع عليها بشكل شخصي، مشيرة إلى أن تلك الاتفاقية تبعث عن الامل إلى حد ما إذ تنص في بدايتها "على أن الالتزام الشديد تجاه حماية وإعلاء قيم الديمقراطية وحقوق الانسان هى ملمح أساسي لشراكة
وتعاون طويل الامد في العلاقات الامريكية -الافغانية" بل وتلزم الجانب الأفغاني بحماية تلك الحقوق من بينها حقوق المرأة الافغانية في إي اتفاق سلام تبرمه مع حركة طالبان.
وفي الوقت ذاته تعهدت إدارة الرئيس أوباما من جانبها بأن تصنف أفغانستان "كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الاطلسي "الناتو" وأن تعمد إلى مطالبة الكونجرس سنويا بالموافقة على تمويل الحكومة الافغانية ماليا وعسكريا على أن تذهب المعونات العسكرية في دعم الجيش الافغاني وقوات الامن الافغانية كما ستذهب إلى القوات الامريكية المتبقية ما بعد الانسحاب لتدريب نظيرتها الافغانية ووحدات مكافحة الارهاب.
وحول حديث الرئيس الامريكي عن ضرورة وضع جدول زمني واضح لاتمام سلام مستدام في أفغانستان قالت الصحيفة في ختام تعليقها إن وضع جدول زمني على الارجح لن يضع حدا للاقتتال الدائر في أفغانستان سوى للمواطن الامريكي وبل وعلى العكس قد يحفز حركة طالبان وأنصارها على المماطلة حتى النهاية في مفاوضاتها مع الولاياتالمتحدة وانسحاب قوات الناتو بدلا من القبول بتسوية لسلام شامل.