أصبحت ثورة 25 يناير مصدر قوة وإلهام لكل مواطن مصري له حق ، ولا يمر يوم إلا و نسمع عن مظاهرات هنا وهناك للعاملين بالمصانع والمؤسسات المختلفة التي يطالبون فيها بحقوقهم الضائعة ، فالأمر لم يقتصر فقط على العمال والموظفين بل طال طلاب الجامعات بالأخص طلاب كلية التعليم الصناعي في بني سويف الذين يعانون منذ سنوات من مشكلة التوصيف الوظيفي بعد التخرج من الكلية وينادون بالمساواة مع حملة الكليات من الثانوية العامة في الشهادات وفرص العمل ، فأصدرت القرارات الكثيرة من الجهات المختصة بهذا الأمر لكن القرارات تظل حبر على ورق ولا تنفذ على أرض الواقع .. محيط اقتربت من طلاب كلية التعليم الصناعي لتسمع منهم تفاصيل مشكلتهم ومطالبهم التي تبحث عن حل فإلى التفاصيل : أعتصم طلاب كلية التعليم الصناعي منذ يوم السبت الموافق 21 إبريل، وقاموا بعدم السماح بدخول أي من العاملين بالكلية أو أعضاء هيئة التدريس ، معللين موقفهم هذا بعدم جدية الحكومة في تنفيذ أقل الحقوق الواجبة لخريجي كليتهم ، سواء بالتوصيف الوظيفي لخريجي الكلية أو بعدم إلغاء الكلية وهدم التعليم الصناعي بمصر ، بالإضافة لمطالبتهم بتغير أسماء الكليات الصناعية ، وبحقوقهم في المساواة مع زملائهم من حملة الكليات من الثانوية العامة سواء في الشهادات أو في فرص العمل بعد التخرج ومعاملتهم.
ولم يكتفي الطلاب باعتصامهم أمام كلية التعليم الصناعي في بني سويف ، بل صعدوا اعتصامهم يوم الاثنين الموافق 23 أبريل لاعتصام مفتوح أمام مجلس الشعب ، وقاموا بمطالبه المجلس بمساعدتهم في تنفيذ مطالبهم التي لا تزال قرارات مكتوبة ولم تنفذ بعد على أرض الواقع.
ووصل صوتهم ..وقام الدكتور الكتاتني "رئيس مجلس الشعب "، و الدكتور شعبان عبد العليم "رئيس لجنة التعليم بالمجلس " بمقابلة وفد من المتظاهرين للاستماع لمطالبهم ، ووعدهم بمناقشة مطالبهم فى اسرع وقت ممكن .
من جانبهم شكر الطلاب الدكتور الكتاتنى على سعة صدره والاستماع لهم ، مؤكدين أنهم فى انتظار اتخاذ قرارات بشأنهم ، وإلا سوف يقوموا بتصعيد الأمر والدخول فى اعتصام مفتوح أمام المجلس .
وبالفعل استجاب مجلس الشعب للطلاب وقام بتخصيص جلسة استماع لمناقشة مطالبهم ومشاكلهم ، لكن تغيب عن الجلسة ممثلي الهيئات التنفيذية من رئيس جهاز التنظيم الاداري والقوى العامله ، أما وزير التعليم العالي حضر قبل نهاية الجلسة بخمسة دقائق..!
وخرج المجلس بتوصيات مهمة منها عدم إلغاء الكلية ، وفتح فرع الكلية بحلوان مره اخري بعد ما ان تم اغلاقه من قبل فلول النظام السابق بحجه انشاء مجمع تكنولوجي , في حين ان خريجيه يحملون نفس خصائص و ميزات خريج التعليم الصناعي أو اقل ايضاً .
ووعد رئيس اللجنة د. شعبان عبد العليم الطلاب بإصدار إقرار وظيفي بعد مناقشته من قبل اللجنة ، وهو ما صدر بالفعل أمس السبت 29 أبريل ، لكن الطلاب أكدوا أنه قرار ورقي كالقرارات السابقة وهم يريدون قرارات تنفيذية وليست ورقية ، ويعد هذا هو مطلبهم الأساسي الذي جعل اعتصامهم مستمر داخل الكلية لحين تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ، فضلاً عن قرار رئيس الجامعة أمس بتعليق الدراسة في الكلية لأجل غير مسمى.
كما أقيمت بالأمس جلسة للجنة التعليم في مجلس الشعب لمناقشة مطالب الطلاب ، لكنها صرحت أن الحكومة الحالية مؤقتة ، وأن الوزير سوف يتغير لذلك طلبت من الطلاب تأجيل مطالبهم لحين تعيين وزير جديد ، ووافق الطلاب على ذلك وقاموا بتعليق اعتصامهم أمام مجلس الشعب ، مع استمرار الاعتصام أم الكلية في بني سويف.
وجدير بالذكر أن طلاب كلية التعليم الصناعي يسعون لإنشاء نقابه خاصة بهم ،وقاموا بإسناد الأمر إلى الأستاذ السيد عليان عضو لجنة التعليم بالمجلس - وهو من خريجي كليات التعليم الصناعي - ، وقاموا باقتراح تغير المسمى العلمى للكلية من تعليم صناعى الى علوم تكنولوجيه كى يتناسب مع المسمى العلمى للنقابة وهو نقابة التكنولوجيين.
نظرة لابد من تغيرها هناك نظرة ثابتة حول التعليم الصناعي في مصر ، وهي أنه أقل كفاءة وأهمية من الثانوية العامة والتجارية ، وهذه النظرة تؤرق كل طالب وطالبه يدرس بالتعليم الصناعي ،لذلك يقومون بالرد على كل من يقلل من قله دورهم في المجتمع بأن الخارج يهتم بالتعليم الصناعي ويوفر له كل السبل للنهوض به ، والنتيجة تتجلى للجميع في صنعهم لكل شيء.
يقول محمد السيد أحد طلاب كلية التعليم الصناعي ل ( محيط ) التعليم الصناعي بالخارج له شأن واهتمام كبير وهم الذين يقومون بصنع كل شىء ، والذي يقلل من شأن التعليم الصناعي ويحقره للأسف لا يعلم مدى أهميته لأي مجتمع.
في المقابل تقول الطالبة شذا خالد ل ( محيط ) أظن أن التعليم الصناعي بالخارج يختلف عن مستوى التعليم بمصر،كما أن كثير من خريجي الثانوية العامة لا يفقهون شيئاً ، فماذا عن خريجي الدبلومات..؟ فلا يصح ان يتساوى خريج الثانوية العامة بخريج الدبلوم.
أحمد مجدي طالب بالسنة النهائية في كلية التعليم الصناعي قام بالتعقيب على كلام شذا وقال : المتخرجين من كليه التعليم الصناعي في مصر مؤهلين تربوياً و عملياً افضل بكثير من التعليم الثانوي ، وأبسط دليل علي هذا الكلام أن حمله الدبلومات الذين يلتحقون بكليات الهندسة يتفوقوا عملياً و في المواد التخصصيه عن طلاب الثانوية العامه لدراستهم التخصص في الثانوي الصناعي لثلاث أو لخمس سنوات عملياً و نظرياً.
وأكد أحمد مجدي ل( محيط ) أن المشكلة ليست في المساواة بحد ذاتها ، بل المشكلة في حقنا في التوصيف الوظيفي لكيتنا ، لنصبح مثل أي خريج كليه في البلد ،يعني اللي بيتخرج من حقوق بيكون محامي ، واللي بيتخرج من هندسة يصبح مهندس ، أما نحن عندما نتخرج نصبح بلا هوية من الأصل أو توصيف وهذا مخطط معروف من قبل النظام السابق لهدم التعليم الفني في مصر ، لذلك نطالب بتوصيفنا المعروف وهو مدرس صناعي - مدرب بالمصانع – تكنولوجي.
أما الطالبة نانسي إبراهيم تبدي استغرابها من تفكير بعض الناس المحدود والجاهل وتقول ل( محيط ) الذي يعتقد ان أي طالب دخل تعليم فني لازم يبقي فاشل! ، وقالت كيف يصبح فاشل وهو قادر على التفوق في المواد العلمية مثله مثل طالب الثانوية العامة ، وأيضا يدخلون نفس الكلية ، وهناك من يصبح احسن من الطالب الذي درس ثانوية عامه وأفضل في الخبره منهم.
الأمر قبل أن يصبح مطالب بحاجة إلى تنفيذ على أرض الواقع فهو نظرة مجتمع بحاجة للتغير ، ولن تتغير تلك النظرة إلا بتغير التعليم المصري من الجذور حتى ينشىء بمظهر جديد داخلة مثل ظاهرة وليس العكس ، ولكي نساعد في ذلك التغير لابد من تغير نظرتنا تجاه التعليم الفني الذي تقوم عليه صناعة أي بلد متقدمة ، فلابد من الاهتمام بالتعليم الصناعي في مصر حتى يساعد على نهضة مصر الصناعية خلال الفترة القادمة.