القاهرة: تحت عنوان "نحو نظام حكم مدني" أصدر اتحاد كتاب مصر البيان الثالث له، والذي هنأ فيه أدباء وكتاب مصر أعضاء الإتحاد الشعب المصري بتحقق آماله التي فجرها الشباب في ميدان التحرير يوم 25 يناير، وانضمت إليهم جميع فئات الشعب المصري بلا استثناء في ثورة شعبية حقيقية. وجاء في البيان : "لقد أثبتت ثورة 25 يناير الشعبية نضج هذا الشعب العريق، الذي أقام في الماضي واحدة من أعظم الحضارات الإنسانية، وها هو يقدم للعالم مثالاً جديدًا على رقيه وجدارته بكل ما يحقق الحرية والكرامة الإنسانية. إن أدباء وكتاب مصر إذ يهنئون الشعب المصري والأمة العربية جمعاء بنجاح ثورة 25 يناير 2011 المصرية، فإنهم يحيُّون شباب مصر الذي قاد تلك الثورة السلمية الفريدة من نوعها، التي دخلت التاريخ بما قدمته للعالم أجمع كنموذج غير مسبوق في الثورات الشعبية، حيث أعرضت عن العنف واختارت السلم، ونبذت الدموية واختارت الحوار، وتخطت الانفجار العاطفي إلى التصميم الواعي القائم على الفهم الصحيح لمعطيات العصر، وامتلاك الأدوات التي يتيحها التقدم العلمي والتكنولوجي. ويقف الأدباء والكتاب إجلالاً للشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداء للمبادئ والأهداف التي طالب بها جميع أفراد الشعب على مدى السنوات، والتي نادى بها أدباء ومثقفو مصر متحملين في ذلك النفي والتشريد والملاحقة والاعتقال والتهميش. كما يهنئ أدباء وكتاب مصر جيش مصر الباسل الذي ضرب أروع الأمثلة في كيفية الالتحام بالشعب والدفاع عن حقه في حياة حرة وكريمة، فانتصر، في واحدة من أعظم معاركه، فجنبت البلاد بحور الدماء التي عرفتها الثورات في مختلف مراحل التاريخ الإنساني. لقد تلخصت أهداف الثورة في تحقيق الديمقراطية التي طال تطلعنا إليها، فذلك هو العنوان الكبير والأساس الأول الذي يمكن أن يقوم عليه البناء في المرحلة القادمة. ويرى الأدباء والكتاب أن هذا الهدف الأسمى الذي قامت من أجله الثورة لا يتحقق إلا بالحياة السياسية المدنية، القائمة على مبدأ المواطنة الذي يساوي بين الناس جميعًا، والذي بات الآن قريب المنال، بعد أن رفع لواءه ثوار 25 يناير، وبذلوا في سبيله الأرواح والدماء، ثم أنه أصبح ممكن التحقق بعد أن أعلن جيش مصر العظيم تعهده بضمان إتمام الإصلاحات المؤدية إليه وفي مقدمتها الإلغاء الفوري لقانون الطوارئ وإطلاق حرية تكوين الأحزاب وتحرير الإعلام. إن اتحاد كتاب مصر يرى أن الانتقال إلى نظام الحكم المدني، هو التحدي الأكبر الذي يواجهنا في الفترة الانتقالية القادمة، ويتطلع إلى ضمان الجيش لهذا التحول النوعي في الحياة السياسية المصرية، تخليدًا لأرواح الشهداء الذين سقطوا خلال الثورة، وعلى مدى عقود طويلة ماضية من تاريخ هذا الشعب المجيد، ذو الحضارة العريقة، والشباب المتجدد دومًا".