مشادة كلامية كادت تتحول لعراك بالأيدي بين مستشار وزير الأوقاف الفلسطيني الشيخ محمد جمال الدين ، والمؤرخ الفلسطيني عبد القادر يس ، حين وصف الأخير مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة بالخيانة بعد زيارته الأخيرة للقدس . وضجت قاعة نقابة الصحفيين صباح اليوم بالجدل حول زيارة المفتي للقدس وتبعاتها ، حيث قرأ عبدالقادر يسين بيان "تنسيقية العمل الفلسطيني في مصر" ، والذي جاء به إدانة المفتي وتسلله للقدس دون إعلام "مجمع البحوث الإسلامية" ، مطالبة بمحاكمته ليصبح عبرة لمن لا يعتبر. واعتبر البيان أن "جمعة" لا يمكن أن يمارس أي فعل بصفته الشخصية إلا بعد أن يغادر وظيفته. مشددين أن النظام الأردني متورط هو الآخر مع العدو الصهيوني منذ 64 عاما. متهكمين على المفتي في قوله أنه لم يحصل على تأشيرة دخول صهيونية، أو خاتما صهيونيا بأنه ذلك كان نظير خدمة قدمها جمعة لأعداء الوطن.
وذكر البيان أن جمعة لم يقابل أحد من أهل القدس سوى أثنين من موظفي سلطة الحكم الإداري كلفا باستقباله، تلك السلطة سعيدة بما اقترفه جمعة "شأن الذئب مقطوع الذيل، الذي يسعد حين يقدم ذئاب آخرون على قطع ذيولهم" كما ورد بالبيان. وحدد البيان أغراض زيارة د. جمعة للقدس في إظهار الاحتلال بمظهر حضاري ديمقراطي. إسباغ صورة كاذبة عن العدو الصهيوني وكأنه يتسامح مع كل الأديان ويفسح المجال لكل من يريد الصلاة في القدس. حرف الأنظار عما يقترفه الاحتلال من جرائم بشعة ضد شعبنا وأسرانا، وفي مجال سطوه على الأرض وتوسعه في إقامة الكتلة الاستيطانية. حث الناس في أرجاء العالم على السياحة إلى الكيان الصهيوني. تعزيز مواقف مهاودي الامبريالية والصهيونية في وطننا العربي حكاما ومحكومين. واستغلال الارتباك الذي يعانيه الحكم في مصر وزيادة إحراجه بالنسبة للموقف من العدو. ومن جهته أكد الشيخ محمد جمال أن مؤيد ومعارض زيارة المفتي يجمع على إن التطبيع مع العدو الصهيوني مرفوض جملة وتفصيلا وحرام شرعا، ومن يختلف معه يرى أن في المقاطعة للصلاة في المسجد الأقصى في ظل الاحتلال هي مصلحة، والمؤيد يرى فراغ القدس من المسلمين مصلحة يريدها المحتل لتفريغ القدس من أهلها ومواصلة الانتهاكات وعمل أنفاق تحت الأقصى وغيره، مؤكدا أن القدس ليس ملكا للفلسطينيين وحدهم، وهناك المسلم الأمريكي والألماني ومن غير المسلمين يأتون للتضامن، وجاءوا الأمور بمقاصدها ولمواجهة الجدار ويتلقون مع الفلسطينيين الغاز والضرب. ويضيف جمال : أربعون عاما ونحن في شغب واستنكار، ونريد عمل بناء لتحرير الأقصى، ووقف هذا المد الغاشم الذي يريد اجتياح البلاد الإسلامية . من جهته أعلن فاروق العشري ممثل حزب المؤتمر الشعبي الناصري إدانته لزيارة المفتي للقدس والتي وصفها بالخيانة الوطنية والعربية والإسلامية ، مطالبا بإقالة المفتي. بينما رأى الباحث د. عمر عبد العزيز أن هناك خلافا في الرأي، ومنطلق المفتي في الزيارة ديني بحت، وان المسجد الأقصى زيارته مستحبه ومطلوبة، ومن يرد قول غير ذلك فليأتي بالأدلة القطعية. أما الباحث الفلسطيني عبدالله جمال فرأى أن القدس محاصرة، وزيارة المفتي للقدس بداية اختراق هذا الحصار الذي تعاني منه القدس. وقال أن خلال العامين السابقين طرد ما يقارب من أربعة آلاف من منازلهم في القدس دون أن يتصدى أحد لذلك، كما أن قانون المغتربين يقر بإلغاء الإقامة لو غاب المقدسي عن مدينته عامين، وتساءل "هل زيارة السجين تودد للسجان ؟! ". وعلى العكس، واستمرارا لحالة الجدل، اعتبرت المحامية أميمة الشريف أن التطبيع يضم كافة العلاقات الطبيعية مع العدو الصهيوني، لكن زيارة العدو الصهيوني تشرعن احتلال الأرض الفلسطينية. وقالت المفتي لم يدعو في زيارته فك الحصار عن القدس، وكانت زيارته مرتب لها مع العدو الصهيوني.