قام فضيلة مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة يرافقه الأمير غازي بن محمد مستشار العاهل الأردني للشئون الدينية ورئيس مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي اليوم بافتتاح كرسي الإمام الغزالى للدراسات الإسلامية بالقدس الشريف بدعوة من مؤسسة آل البيت الملكية الأردنية وباعتباره احد أمناء المؤسسة. كما أم مفتى الجمهورية خلال الزيارة المصلين في صلاة الظهر داخل مسجد البراق بالحرم القدسي الشريف ورافقه في الزيارة والصلاة الأمير غازي بن محمد رئيس مؤسسة آل البيت والشيخ محمد حسن مفتى القدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى والشيخ عبد العظيم سهلب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية بالقدس والدكتور عزام الخطيب رئيس أوقاف المسجد الأقصى.
وأكد مفتى الجمهورية أن هذه الزيارة تمت تحت الإشراف الكامل للسلطات الأردنية وبدون الحصول على اى تأشيرات أو أختام دخول باعتبار أن الديوان الملكي الأردني هو المشرف على المزارات المقدسة للقدس الشريف.
كما أكد مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة أن زيارته للقدس الشريف كانت غير رسمية ولافتتاح كرسي الإمام الغزالي التابع لوقفيات الكراسي العلمية التي افتتحها مؤخرا الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن.
وقد قوبلت هذه الزيارة باستنكار عدد من الشيوخ الأزهريين، وأكدوا أنها سقطة لا يمكن القبول بها أو تبريرها، حيث انتقد الشيخ نصر فريد واصل هذه الزيارة، وشدد على أنه لا يمكن لقيادة دينية كبيرة مثل المفتي أن يقوم بهذا الأمر، وطالب بعزل المفتي من منصبه، وأن الزيارة وإن لم تكن بتأشيرة صهيوني، إلا أنها تمت بإذن من الاحتلال الصهيوني الذي يسيطر على القدس، مشيرًا إلى أن موقف الأزهر واضح في حرمة زيارة القدس تحت الاحتلال، وطالب جمعة بالاعتذار.
كما طالب الشيخ صفوت حجازي بعزل المفتي، وقال: "نرفض هذه الزيارة ونعتبرها سقطة من سقطات علي جمعة الذي ينتمي للنظام البائد".
وقال حجازي، في اتصال مع CNN: "أرفض الزيارة وأطالب برحيل المفتي عن منصبه، فتصرفه هذا غير مقبول، وهو شخصية من بقايا النظام السابق،" في مصر.
ولدى سؤال حجازي عن المبررات لزيارة المفتي بحديث "شد الرحال" إلى المسجد، قال: "هذا أمر مردود، فهناك حديث روته ميمونة بنت سعد، سألت فيه النبي عن حكم من لم يستطع الصلاة بالمسجد الأقصى، فقال لها: من لم يستطع أن يأتيه فليهد إليه زيتاً ُيسرج في قناديله، فإن من أهدى إليه زيتاً كان كمن أتاه."
وأكد حجازي أن هذا الحكم ينطبق على وضع الأقصى حالياً، ويجب بالتالي عدم زيارته، وأكد أن رجال الدين المسلمين في مصر لن يسكتوا على الزيارة، وسيكون هناك تحرك قريب ضدها، رافضاً كشف تفاصيل إضافية.
ومن جانبه، قال الشيخ عبد المعطي بيومي الأستاذ بجامعة الأزهر: "لا يمكن القبول بمنطق علي جمعة في زيارته للأقصى وهو تحت الاحتلال"، معربًا عن استنكاره واستغرابه لهذه الزيارة.
وأكدت مصادر أزهرية أن مؤسسة الأزهر ليس لديها علم بهذه الزيارة، معربة عن استغرابها قيام مفتي مصر بهذه الزيارة دون إخبار الأزهر بها، وأن القضية سيتم عرضها على شيخ الأزهر وسيتم مناقشتها وإصدار بيان حولها.
جدير بالذكر أن الشيخ يوسف القرضاوي كان قد أفتى بحرمة زيارة القدس لغير الفلسطينيين، وهي الفتوى التي أثارت جدلاً كبيرًا حيث أيدها عدد كبير من العلماء والدعاة والمفكرين، بينما رفضها قلة قليلة من العلماء، كما تناولها محمود عباس رئيس السلطة باستهزاء وتطاول على الشيخ القرضاوي.
وكانت زيارة مماثلة للصوفي اليمني، علي الجفري إلى المسجد الأقصى مطلع أبريل الجاري قد أثارت جدلاً واسعاً على خلفيات دينية وسياسية، إذ استنكرت منظمات إسلامية الخطوة.