الرياض: قال الداعية الإسلامي الدكتور طارق السويدان أن هدف كل البشر والأديان والفلاسفة السعادة مشيرا إلى انه إذا كان لديك بيت يؤويك ومكان تنام فيه ولديك طعام في هذا البيت ولديك لباس يسترك فأنت أغنى من 75% من سكان العالم, أما إذا كان لديك مال في جيبك واستطعت أن توفر منه شيئاً لوقت الشدة فأنت تعتبر من واحد من 8% من أغنياء العالم لان 92% من العالم ليس لديهم مال يوفرونه . وأضاف السويدان في برنامجه اليومي " علمتني الحياة " الذي قدمه على فضائية الرسالة الثلاثاء " 8-9-2009 " اذا أصبحت في عافية اليوم فأنت في نعم عظيمة فهناك مليون إنسان في العالم لا يستطيعون أن يعيشوا لأكثر من أسبوع بسبب المرض, أما إذا لم تتجرع خطر الحروب ولم تذق طعم الوحدة في السجون ولم تتعرض للتعذيب فأنت أفضل من 500 مليون إنسان يعيشون على سطح الأرض في السجون والحروب , وإذا كنت تصلى في المسجد دون خوف من التنكيل أو الاعتقال أو التعذيب أو القتل فأنت في نعمة لا يعرفها 3 مليارات إنسان من البشر . وقال السويدان أحيانا الإنسان لأنه تعود على حياة ترف يصبح فقدان الكماليات سبب تعاسة بالنسبة إليه لكنه إذا تذكر أصل المسألة عندها سيكون معادلته مختلفة , موضحاً أنه في أمور الآخرة قارن نفسك بالأفضل وفى أمور الأهداف وتحقيق الانجازات قارن نفسك بناس أفضل منك قليلا وليس أفضل منك كثيرا أما فيما يتعلق بنعمة الله فقارن نفسك بمن هم دونك . وأوضح السويدان، بحسب موقع "الشروق برس"، الفلاسفة اختلفوا على كل شئ إلا أمر واحد لم يختلفوا عليه وهو أن أعلى درجات السعادة تأتي من العطاء وليس من الأخذ , قد تعطي مال أو علم آو مساعدة إنسانية أو تمشي في حاجة إنسان عندها تكون أعلى درجات السعادة ولكي أعطي أحيانا اتعب والإنسان العاقل هو الذي ينتبه إلى قانون من قوانين الحياة " حياتك من صنع أفكارك وهي مجموع قراراتك " فالذي فشل هو الذي قرر أن يفشل , فالذي يعيش في حياة تذمر وشكوى هو الذي قرر هذا , وتساءل هل الفشل حتمي ؟! ومتى يفشل الإنسان ؟ وقال الإنسان يفشل عندما يتوقف عن المحاولة و هناك مثل غربي " أنت لا تفشل إلا إذا يئست " وقال النبي صلى الله عليه وسلم رأته السيدة عائشة يقوم الليل حتى تورمت قدماه فقالت له يا رسول الله " لما تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك ما تأخر " فقال لها " أفلا أكون عبدا شكورا " فهذا التعب ذاته هو راحة لذلك كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتت الصلاة " أرحنا بها يا بلال " فسعادتي في هذا العمل والجهد فعندما تعمل لله وتعلم أن الله سبحانه وتعالى يراك عندها ستختلف المعادلات سواء وصلت إلى نتيجة أم لا . وأشار السويدان إلى أن الناس ترى السعادة في المال وقال أتحدى أن يكون هؤلاء الأغنياء في راحة وسعادة فكثير منهم لم تسعدهم أموالهم فالسعادة في القلب وهي انعكاس لأفكارك فأفكارك هي التي تصنع حياتك. وأشار إلى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن " وهنا يوجد فرق بين الاثنين فالحزن على الماضي والهم من المستقبل فالمسلم لا يريد أن يعيش في الهم والحزن حتى القران الكريم يشير إلى هذا الموضوع بعمق " لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتكم " مشيرا إلى أن هناك حد مقبول من الهم والحزن لكن فوق ذلك يصبح جرأة على الله ويأس وعدم توكل , مشيرا إلى أن العجز والكسل هو السبب في الفشل وهو اكبر سبب لعدم السعادة , وأضاف " وأعوذ بك من الجبن والبخل " أي أعوذ بك من الحرص على الدنيا والمال فالجبن خوف على الحياة والبخل خوف على المال فإذا علم الإنسان أن الرزق وأن الحياة بيد الله فلما الجبن والبخل مشيرا إلى أن العطاء والشجاعة يصنعان السعادة ويقول النبي صلى الله عليه وسلم " وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبه الرجال " أي تراكم الدين وسيطرة الحاكم وهما أكثر الأمور التي تشعر الرجل بالقهر والتعاسة موضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم وضح لنا في هذا الحديث أسباب السعادة كما أشار إلى أن بن تيمية لخص السعادة وقال سعادتي في قلبي فسجني خلوة ونفي سياحة وقتلى شهادة فماذا يفعل بي أعدائي . وقال عشت مع الغربيين من داخلهم لا تتخيلوا أنهم في سعادة 80% من الأمريكان يعيشون على الحبوب المهدئة أو مخدرة أو مدمنون حبوب لا يريد أن يفكر ويخلو بنفسه لحظة مشيرا إلى أن هاورد هيوز كان أغنى أغنياء العالم في السبعينيات وقد وصل به الأمر إلى اعتزال الدنيا ما يراه احد ولا يلتقي احد إلى أن قرر عمل مقابلة صحفية في أخر سؤال من اللقاء بعد كل الحوار سأله الصحفي فقال له هل أنت سعيد فجاء الردة ماذا تعنى هذه الكلمة ؟