شهد الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الاحتفالية الكبرى لتأبين الراحل الدكتور ثروت عكاشة فقيد الثقافة المصرية والعربية والتى اقامها المجلس الأعلى للثقافة برئاسة الدكتور سعيد توفيق الأمين العام بالتعاون مع المركز القومى للترجمة برئاسة الدكتور فيصل يونس الليلة الماضية بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة. وفى كلمته خلال الاحتفالية قال الدكتور شاكر عبد الحميد إن الدكتور ثروت عكاشة واحد من جيل البنائين العظام في الثقافة المصرية والعربية، ودوره في مسيرة الثقافة أشبه بدور مختار في النحت وسيد درويش في الموسيقي فهو أسس مدرسة مهمة في الكتابة والتأريخ والفن وهو رمز من رموز النهضة فيمزج بين القول والفعل ومساهماته المتميزة والمتنوعة نعجز عن حصرها، وكان متميز في التأليف والترجمة وقام بالعديد من المشروعات الثقافية وكان لديه رؤية وهدف فجهد، وعمل ثروت لم يبدأ منذ ثورة يوليو بل من قبلها من خلال كتاباته التي تمثل النواة الأولى. واستعرض وزيرالثقافه أعمال وإنجازات ثروت عكاشة، وأوضح أن أكاديمية الفنون الآن مستمرة بما قدمه ثروت عكاشة لكنها تدهورت ووصلت لمرحلة من التراجع وأن هناك محاولات من الوزارة لتغيرهذا الوضع الى ما يليق بها ومكانتها. ومن جانبه، قال الدكتور سعيد توفيق إن ثروت هو مهندس للثقافة المصرية بعد ثورة يوليو فهو من أنشأ صروح الثقافة الباقية حتي اليوم، وهو مؤسس لحرية الثقافة وتعدد روافدها . وأضاف الدكتورأحمد عكاشة شقيق الكاتب الكبير أن الراحل كان ينظر للفن بطريقة متكاملة وكان يري أن الفن لا يمكن أن تدركه حاسة واحدة، وكل شيء كان يفعله يتميز بالدقة والانضباط، فالحياة العسكرية أثرت عليه بشدة، ولم يكن انطوائيا كما أشيع ولكنه كان يقدر الوقت ولذلك حقق الكثير . وأوضح الكاتب بهاء طاهر أن ثروت عكاشة يمثل النموذج الأفضل لثورة 52 والمتابع لتاريخه سيكتشف انه دائما يعمل بعيدا عن الأضواء من أجل الثورة التي أمن بها، قبوله لمنصب وزير الثقافة كان بعد إلحاح من جمال عبد الناصر فلم تكن تعنيه المناصب أو الشهرة، وكل ما كان يعنيه الإنجاز وخدمة الثورة، وكان يؤمن أن لمصر دور حضاري يجب أن تقوم به. وقال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي إن ثروت عكاشة فاز باحترام النخبة المثقفة من المصريين منذ أن وقف بجوار النخبة الديمقراطية في أزمة مارس 1959، الذي انقسم بها العسكريين من الرجوع للثكنات أو الاستمرار في إدارة البلاد، فانسحب وعمل علي كتاباته وأصبح وزير الثقافة، وحاول أن تكون الوزارة ملجأ لحرية التفكير والتعبير . شارك فى الاحتفاليه الدكتور سعيد توفيق والدكتور فيصل يونس و د. أحمد عكاشة شقيق الكاتب الكبير ، والشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، والكاتب بهاء طاهر ، والفنان التشكيلى الناقد عز الدين نجيب ولفيف من المفكرين والمثقفين والادباء والاعلاميين والصحفيين ، وتضمنت الاحتفاليه عرض فيلم تسجيلى عن حياة ثروت عكاشة ،ثم اختتمت بفاصل موسيقى لعازفى الاوبرا المصرية . وكان المفكر والكاتب الكبير ثروت عكاشة قد رحل فى 27 فبراير الماضى عن عمر يناهز ال91 عاما بعد رحلة من العطاء الثقافى والفكرى والسياسى