قال المهندس فكري يوسف رئيس هيئة الثروة المعدنية إنه يجري حاليا الإعداد لإنشاء مصنع لتكرير الذهب في مدينة مرسى علم على البحر الأحمر كخطوة أولى نحو تصنيع الذهب في مصر، بدلا من تصديره كمادة خام. وأضاف فكري خلال مناقشة لجنة الصناعة بمجلس الشعب اليوم الإثنين لطلب إحاطة حول عدم استغلال الذهب والبلاتين في طمي السد العالي أن هناك عمليات استكشاف تجري في أنحاء مصر لاستغلال كل الخامات الموجودة .. مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان قريبا عن مزايدة عالمية ضخمة لاستخراج واستغلال الذهب في 6 مناجم جديدة.
وأوضح فكري أن مصنع التكرير الذي سيتم إنشاؤه سيحتاج ل 20 طنا من الذهب الخام سنويا حتى يكون التكرير اقتصاديا، وهو ما يستلزم زيادة الإنتاج في الفترة القادمة.
وأشار إلى أن المزايدة ستطرح للمناجم الجديدة خلال شهر يونيو المقبل، لكي تضمن تقدم مستثمرين جادين بعد استقرار الأوضاع الأمنية في مصر، وردا على ما أثاره العضو رشيد عوض في طلب الإحاطة حول وجود كميات كبيرة من الذهب والبلاتين والمعادن النفيسة في الطمي المتراكم خلف السد العالي بأسوان، أكد فكري يوسف أن الهيئة ليس لديها بيانات عن هذا الموضوع، ولكنها ستقوم ببحث ودراسة الموضوع بالتنسيق مع هيئة تنمية السد العالي، وستتقدم بالدراسة بعد اتمامها إلى لجنة الصناعة والطاقة.
وأشار إلى أن هيئة الثروة المعدنية انتهت من إعداد قانون جديد للمناجم والثروة المعدنية، بما يوحد جهة الاختصاص والإشراف والتبعية للثروات المعدنية بصفة عامة، ويسهل عمليات الاستكشاف والاستغلال، وقال إن هناك خريطة كاملة ومحددة لكافة أنحاء الجمهورية وتحدد الأماكن المستغلة وغير المستغلة.
من جانبه، أكد المهندس كرم عبد المنعم مدير عام الاستكشاف بهيئة الثروة المعدنية أنه لاتوجد لدى الهيئة فى الوقت الراهن أى دراسات أو بيانات عن وجود ذهب أو بلاتين في الرواسب الموجودة في الطمي المتراكم خلف السد العالي، وأنه من الناحية النظرية والعملية يمكن أن تحوي الرواسب جزيئات من الذهب، ولكن استخراجه مكلف جدا، حيث إن العمل المعتاد هو استخراج الذهب من الصخور العادية وليس من المياه والطمي ولذلك يستلزم الأمر تعاون هيئة تنمية السد العالي لما تملكه منة إمكانيات وسفن إبحار.
واستبعد عبد المنعم ما قاله النائب رشيد عوض من أنه من الممكن إنتاج طن من الذهب وآخر من البلاتين يوميا، مشيرا إلى أن ذلك يعني "أننا سنقوم بمعالجة مليون طن يوميا لكي نستخرج طن ذهب منها". وقال الدكتور محمد حسان أستاذ الجيولوجيا الاقتصادية بكلية العلوم جامعة الأزهر والخبير بهيئة الثروة المعدنية إن الذهب موجود بالفعل في طمي النيل حسب الدراسات التي أجريت، والتي توصلت إلى أن هناك 3 ملايين طن من الطمي والترسيبات سنويا خلف السد العالي منها 1% معادن نفيسة أي حوالي 30 ألف طن سنويا، ولكن لا توجد دراسات جدوي اقتصادية حتى الآن عن هذا المشروع.
وأوضح أن وزارة الري أجرت دراسات حول طمي النيل، وانتهت إلى عدم وجود معادن نفيسة في طمي النيل، وقال المهندس حنا اسكندر رئيس مجلس إدارة السد العالي إنه أعلن عام 1996 أن الطمي المتواجد خلف السد العالي وخزان أسوان يحتوي على نسبة عالية من الذهب، وتم وضع سفينة أبحاث من استراليا لأخذ عينات وتحليلها بالخارج، وتوصلت الدراسات إلى أن كثافة الذهب تصل إلى 18 جراما في السنتيمتر المكعب وكثافة البلاتين 22 جراما.
من جانبه، قال أحمد عبد الجواد، رئيس فريق الأبحاث بمعهد الكويت للأبحاث الصحية ومؤسس المجموعة الاستشارية الصناعية بجامعة جورج تاون في أمريكا إن السد العالي يرقد على تل من الذهب والبلاتين ويمكن استخراج طن من الذهب وآخر من البلاتين يوميا بخلاف الطمي الذي يكفي لإصلاح ملايين الأفدنة.
وأشار إلى نجاح أمريكا في استخراج الذهب من نهر المسيسيبي مثلما نجح الفراعنة في استخراجه من النيل واستعانت السودان ببعثة صينية لاستغلال الذهب من مياه النيل.