حذر خبراء الآثار من مخاطر التدمير والنهب المحدقة بالكنوز الأثرية في سوريا، بما فيها آثار مدينة تدمر والآثار اليونانية والرومانية فى افاميا، بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية فيها قبل أكثر من عام. وتقول مديرة المتاحف في سوريا هبة الساحل فى تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية "في الأشهر الثلاثة أو الأربعة المنصرمة، سجلت الكثير من عمليات النهب، فى افاميا لدينا مقطع مصور يظهر لصوصا ينتزعون فسيفساء بواسطة آلة ثقب .. وفى تدمر تنشط حركة سرقة الآثار والتنقيب عنها بشكل غير شرعي".
وأضافت هبة أنه على الرغم من أن سرقة الآثار أمر موجود في سوريا منذ سنوات، إلا أن وتيرتها ارتفعت بسبب الاضطرابات التي حرمت بعض المواقع التاريخية من الحماية اللازمة.
من جهة أخرى، يقول الناشطون المعارضون مستندين إلى مقاطع فيديو مصورة، إن الجيش السوري قصف عدة مواقع أثرية من بينها قلعة المضيق في ريف حماة، خلال عملياته لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
وقد كان متحف مدينة حماة فى وسط البلاد فريسة للصوص الآثار، بما في ذلك الأسلحة القديمة المعروضة فيه وتمثال يعود إلى العصر الأرامى، كما تعرضت للنهب مدينة ايبلا الأثرية الواقعة فى محافظة ادلب، التى تركزت فيها العمليات العسكرية والاشتباكات بين القوات النظامية والمنشقين عنها فى الأسابيع الماضية.
ويرجح الخبراء أن تكون القطع الأثرية المسروقة يجرى تهريبها عبر لبنان أو دول مجاورة أخرى، لتباع فى السوق السوداء.
وحضت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي الدول الأعضاء والهيئات الدولية إلى حماية التراث الثقافي الغنى في سوريا وضمان عدم تعرضه للسرقة والتهريب من البلاد، وقالت اليونسكو فى بيان "..أن الإضرار بتراث بلد هو إضرار بروح الشعب وهويته".