في مفاجأة للمصريين، أعلن مرشح الرئاسة المحتمل الدكتور عبدالله الأشعل تنازله عن ترشحه لصالح مرشح جماعة الإخوان المسلمين المهندس خيرت الشاطر. وفي مؤتمر صحفي عقد ظهر اليوم الثلاثاء بمقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم جمع بين مرشد جماعة الإخوان الدكتور محمد بديع، ورئيس حزب "الحرية والعدالة" الدكتور محمد مرسي، وصف الأشعل جماعة الإخوان ب"آخر حصون الثورة" وقال أنه يجب مساندتها حتى لا يتمكن النظام القديم من إعادة إنتاج نفسه بصورة أسوأ مما كان عليها. وأضاف الأشعل أنه لا يعيب مرشح الإخوان كونه رجل أعمال لأن نظام مبارك كان يجمع بين المال والسياسة بشكل فاسد ، حيث كان يخلط المال الخاص بالعام، بينما جماعة الإخوان لديها قيم صارمة أخلاقية تمنعها من تكرار ذلك، ولو حدث ذلك من خيرت الشاطر فسوف يتصدى له. وأضاف أنه لا تربطه صفقة كما أشيع بجماعة الإخوان ، وأنه أقدم على قراره إعلاء للمصلحة الوطنية. كما اعتبر الأشعل أن إقدام الجماعة على تقديم مرشحها للرئاسة هو تضحية ويدخلها في صراع مع بقايا النظام القديم، وأكد أن ذلك يتضح من خلال الإصرار على المادة 28 من الإعلان الدستوري التي لا تجيز الطعن بنتيجة الانتخابات، ومن خلال أوكازيون التوكيلات لمرشحي النظام القديم الرئاسيين واستخدام المال بكثافة في الصراع السياسي.
وقال مرشد الإخوان: "إن المصريين عليهم عدم تصديق كل ما يشاع بحق الجماعة من أنها تنسق مع المجلس العسكري أو تسعى للإنفراد بالحكم"، مؤكدا أنهم يغلبون المصلحة الوطنية فوق كل شيء، وأنهم أكثر من اضطهد في عصور الرؤساء الثلاثة السابقين. وأضاف بديع أن خيرت الشاطر حصل على أغلبية الأصوات داخل الجماعة وأن جميع التكهنات بأعداد الرافضين جانبها الصواب. ومن جهة أخرى، أكد بديع أن الشعب المصري فضح التزوير في انتخابات الرئاسة 2010، وساعدتهم في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أيضا على حماية المجلس العسكري للإنتخابات الأولى، وأنه سيحمي الانتخابات التالية، وأنه "صادق في وعده وسوف يسلم السلطة لأصحابها الذين اختارهم الشعب". وقال الدكتور محمد مرسي: "لا مجال للمقارنة إطلاقا بين جماعة الإخوان والحزب الوطني الذي زور إرادة المصريين ، بينما احتل الإخوان مقاعد البرلمان عبر انتخابات حرة نزيهة شارك بها 60% من المصريين ، ثم إن الإخوان لم يشكلوا حكومة بمفردهم ولم يتمكنوا من مجالس المدن حتى يقال أنهم يسعون للسيطرة على مقدرات مصر". مضيفا أن الإخوان يتواجدون فقط في كل ما هو منتخب كالبرلمان والنقابات والجمعيات.
وكان الأشعل قد صرح مساء أمس بتضامنه مع جماعة الإخوان المسلمين في مشروعها لنهضة مصر، ودفع "ضباع النظام السابق من المنافسة" داعيا جميع المرشحين المستقلين والوطنيين أن يتناسوا ذواتهم وأن يقفوا صفًا واحدًا برسالة واحدة، وأن ينسقوا مع الإخوان حماية للثورة في وجه قوى الخارجية".
مؤكدًا على أن خيرت الشاطر المرشح لرئاسة الجمهورية الأصلح لقيادة مصر في المرحلة المقبلة، وأن جماعته هي الأقوى.