تنطلق في بغداد اليوم الخميس القمة العربية الثالثة والعشرين التي تستضيفها العاصمة العراقية وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور عربي متواضع قياسا بالقمم العربية السابقة. ومن جانبه ، أوضح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن مستوى التمثيل في القمة مقبول وجيد ولن يقل عن عشرة رؤساء وقادة عرب.
وقال في تصريحات خاصة لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية اليوم الخميس إن هذا التمثيل في مثل هذه الظروف والأوضاع التي تمر بها الدول العربية هو نسبة جيدة، وإن الأهم من ذلك هو التمثيل ومناقشة كل القضايا والتطورات على المستوى الدولي وما يحدث من تطورات في سوريا وأمن دول الخليج والممرات المائية. وأضاف زيباري أن عدد الزعماء العرب الذين أكدوا مشاركتهم في قمة بغداد يصل إلى 10 زعماء حتى أمس إضافة إلى الرئيس العراقي.
وأشار في الوقت نفسه إلى أن هذا العدد غير مؤكد حتى الآن وأنه حتى يوم القمة من الممكن أن تحدث تغييرات. وقال "إن المهم بالنسبة لنا هو الحفاظ على دورية مؤسسة القمة وانعقادها وإحياء عملها". وذكر أن "الفضل يعود للعراق بالإصرار على انعقادها وقد ربحنا الرهان نحن والجامعة العربية والأمانة العامة". تسعة بنود هذا و من المقرر أن تركز القمة العربية خلال دورتها الحالية على الأزمة السورية التي دخلت عامها الثاني منتصف الشهر الحالي. وفي هذا السياق ، قال وزير الخارجية العراقي انه تم تقليص جدول أعمال القمة العربية إلى تسعة بنود.
وأوضح أنه للمرة الأولى في تاريخ القمم العربية يختصر جدول الأعمال إلى تسعة بنود فقط، حيث ينتظر أن تناقش تطورات الوضع في سوريا، واليمن، والصومال، والقضية الفلسطينية ومستجداتها، والصراع العربي الإسرائيلي، والجولان السوري المحتل، والتضامن مع لبنان ودعمه. وأضاف زيباري في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب في بغداد, أن إعلان بغداد الذي ستطلقه القمة العربية سيكون الأهم لأنه يتحدث عن رياح التغيير والإصلاح ويتناول الأزمة السورية والقضية الفلسطينية. وأعلن توصل الاجتماع الوزاري إلى مشروع قرار "متميز" بشأن سوريا ينبع بالأساس من المبادرة العربية، وأكد أنه سيطرح هذا المشروع على القادة العرب اليوم الخميس. وقد وصل إلى بغداد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، وكذلك ينتظر وصول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للمشاركة في أعمال القمة.
كما وصل إلى بغداد مساء الأربعاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد للمشاركة في القمة العربية، كما وصل في وقت سابق الأربعاء الرئيسان التونسي المنصف المرزوقي والسوداني عمر البشير. وبذلك أصبح عدد القادة العرب الذين وصلوا إلى العراق للمشاركة في القمة ستة هم: رئيس جزر القمر أكليل ظنين ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل ورؤساء تونس والسودان وفلسطين والصومال وقالت الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية سيما بحوث أن هناك محاولة للتوصل إلى التوافق العربي في ظل تصاعد أهمية الملفات الاجتماعية بسبب الربيع العربي.
وأضاف "كل المشروعات التي تقدم هي مشروعات للسعي لتحقيق العمل العربي المشترك في أحسن حالاته، وبالنسبة للموضوعات الاجتماعية أيضا هناك دعوة واضحة وقرار سياسي واضح سينتج عن القمة بدعم كافة المشروعات الاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها أن تحسن حياة الشعوب العربية بشكل سريع ومتكامل". توافقات ومصالحات يأتي ذلك في ظل توافقات ومصالحات جرت في كواليس القمة كان ابرزها على صعيد العلاقات بين بغداد والمنامة وفق ما أدلى به وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة: "الحمد لله تم التأكيد على ذلك وتم التأكيد على أن العراق يقف مع البحرين قلبا وقالبا ويدعم البحرين ويتطلع إلى أن تسير البحرين إلى الأمام".
فيما أشار وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الى التحدي الأمني في بغداد قائلاً: "طبعا دلالة على أن العراق بدأ يتبوأ مركزه الطبيعي مرة أخرى في قلب العالم العربي كما كان دائما ودليل على أن العراق بلد آمن وبلد مضياف كما عهدناه انشاء الله طبعا وجوده وحضوره ورئاسته للقمة ستكون إضافة إلى العمل العربي في الفترة القادمة إنشاء الله".