أفادت تقارير اخبارية باندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وعناصر من الجيش السوري الحر في حي المزة في العاصمة دمشق ويأتي هذا في الوقت الذي تبادلت السلطات والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن انفجار حلب الذي أسفر عن مقتل 3 وإصابة العشرات. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن سكان قولهم إنهم " سمعوا إطلاق نار كثيف من مدافع آلية وانفجارات طوال ساعات ليل الاثنين يعتقد أنها ناتجة عن انفجار قنابل يدوية في حي المزة".
وقال ناشطون سوريون إن أكثر من 80 عنصرا من قوات الأمن قتلوا وجرح نحو 200 آخرين في اشتباكات بين الجيش الحر من جهة والجيش النظامي وقوات الأمن السورية من جهة أخرى بحي المزة وسط العاصمة. ويخضع حي المزة لحراسة أمنية مشددة حيث تقع فيه منشآت أمنية عدة. يذكر أن نائب قائد الجيش السوري الحر على الحدود التركية السورية العقيد مالك الكردي قال في وقت سابق إن كتائب الجيش الحر دمرت دبابتين تابعتين لقوات النظام وآليات عسكرية أخرى، مؤكدا سقوط خمسة قتلى من قواته، ومقتل 23 عنصرا من قوات الأمن السورية والشبيحة، مشيرا إلى أن الاشتباكات مستمرة بين الطرفين. كانت الهيئة العامة للثورة السورية أفادت أمس بارتفاع عدد قتلى عمليات الاشتباك في سوريا إلى 47 شخصا معظمهم في محافظة إدلب. انفجار حلب وتأتي الاشتباكات في أعقاب مقتل 3 أشخاص بينهم سيدة وإصابة العشرات جراء انفجار في مدينة حلب شمالي البلاد. وذكرت وسائل الاعلام السورية ان الانفجار الذي نتج عن سيارة مفخخة ادى الى اصابة 30 شخصا. واضافت وسائل الاعلام المقربة من السلطات ان مثل هذه التفجيرات تهدف الى تقويض الجهود الرامية الى التوصل الى حل سلمي للازمة التي تعصف بالبلاد. واظهر التلفزيون الرسمي مظاهر الدمار التي لحقت بمبنى سكني وسيارت خاصة بينما قال المرصد السوري لحقوق الانسان في وقت مبكر ان الانفجار استهدف مكاتب للامن السياسي بالمدينة وخلف 3 قتلى واكثر من 25 مصابا. وكان 27 شخصا قتلوا وأصيب 140 آخرون في انفجار سيارتين محملتين بالمتفجرات قرب مقار امنية في العاصمة دمشق حسبما قالت وزارة الداخلية السورية التي اتهمت" ارهابيين" بتنفيذ هذه الهجمات.
وبينما لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، اتهمت المعارضة السورية النظام بالقيام بهذه التفجيرات لترويع الانتفاضة الشعبية. وحمل سمير نشار عضو المجلس الوطني السوري النظام السوري مسؤولية هذه التفجيرات التي وقعت في دمشق وحلب، واعتبر انها ترمي الى "ترويع" الحركة الاحتجاجية بالبلاد. وتأتي التفجيرات الاخيرة متزامنة مع الذكرى السنوية الاولى لاندلاع الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد والتي تقول الاممالمتحدة انها اسفرت عن وقوع اكثر من 8 الاف قتيل. دخول المساعدات في غضون ذلك ، توجه رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرجر الى موسكو يوم الاحد لمطالبة روسيا بالمساعدة في إقناع الحكومة السورية بالسماح بدخول إمدادات الإغاثة الانسانية الى البلاد.
وتقول معظم وكالات الإغاثة الانسانية ان السلطات السورية لا تسمح لها بدخول البلاد في أعقاب حملتها على الانتفاضة المُستمرة منذ عام والتي تقول لجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة انها ربما ترقى الى حد ارتكاب القوات الحكومية جرائم ضد الانسانية. وقال في بيان "لا يزال من الضروري وقف القتال يوميا لمدة ساعتين على الاقل من أجل القيام بعمليات إجلاء طبية طارئة الى أماكن آمنة ومن أجل سرعة توصيل المساعدات الى الاشخاص المحتاجين". وقال كيلنبرجر الذي سيجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الاثنين "تطلب اللجنة الدولية للصليب الاحمر تعهدا واضحا من جميع الاطراف المعنية بشأن توقف القتال خلال هذه الاوقات حتى نتمكن من الوصول الى الاشخاص الذين هم في أمس الحاجة الى المساعدات". ومضى يقول "لا يزال الوضع الانساني صعبا للغاية في حمص وادلب وحماه ودرعا ومناطق اخرى متضررة من الاضطرابات وقد يتدهور بشكل اكبر. الناس يعانون منذ عدة أشهر في بعض المناطق واكثر المتضررين هم النساء والاطفال."
وأضاف "اللجنة الدولية للصليب الاحمر معنية على وجه الخصوص بالأشخاص المتضررين مثل الاشخاص الذين اعتقلوا أثناء القتال واولئك الذين يحتاجون الى رعاية طبية سواء كانوا من المرضى أو المصابين. انها مسألة ملحة للغاية ان تتمكن اللجنة الدولية للصليب الاحمر من توسيع نطاق مساعدتها وحمايتها للمدنيين حتى تتمكن من تلبية احتياجاتهم".
اللجنة الفنية من ناحية أخرى، وصلت في ساعة متأخرة من مساء الاحد إلى دمشق اللجنة الفنية لمبعوث الأممالمتحدة كوفي أنان في زيارة تستمر ثلاثة أيام تجري خلالها مباحثات تتعلق بمقترحات قدمها المبعوث الأممي والرد السوري عليها. ومن المقرر أن تلتقي اللجنة نائب وزير الخارجية فيصل مقداد، بعيدا عن الاعلام. وعلى صعيد متصل، بدأت بعثة تقييم مشتركة من منظمة التعاون الإسلامي مع الأممالمتحدة منذ الجمعة الماضي عملها لتقديم المساعدات الإنسانية في سورية. وكان مساعد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي للشؤون الإنسانية عطاء المنان بخيت قد صرح بأن البعثة المشتركة دخلت الجمعة إلى سورية لتقييم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الحكومة السورية. وأضاف أن البعثة الممثلة بثلاثة خبراء في الشؤون الإنسانية من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي "ستغطي 15 مدينة سورية". ومن المقرر أن ترفع البعثة بعد انتهاء مهمتها تقريرا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي والأممالمتحدة حول الحاجات الإنسانية للمدنيين السوريين.