يعاني اليمنيون من افتقار حاد في الأمن الغذائي والرعاية الصحية في ظل ارتفاع كبير في مؤشر الفقر والبطالة؛ والإحصائيات الرسمية تشير ان نسبة الفقر في اليمن تقدر بأكثر من 75%، حيث يعيش المواطن اليمني بدخل يومي أقل من دولارين. وتأكيداً على هذا كشفت دراسة استقصائية قام بها برنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء باليمن ومنظمة اليونيسيف أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن بلغ مستويات مثيرة للقلق مع وجود ما يقرب من 5 ملايين نسمة غير قادرين على إنتاج أو شراء الغذاء الذي يحتاجون إليه.
وأكدت ممثّلة برنامج الأغذية العالمي في اليمن لبنى ألمان في تقرير للبرنامج حصلت " محيط " على نسخة منه ، أن "الجوع بتزايد مستمر في اليمن ويؤثّر ارتفاع أسعار الغذاء، إضافة إلى حالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها البلاد على العديد من العائلات".
وأضاف التقرير أن 22% من السكان باليمن وهو ما يساوي 5 ملايين نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى جانب 5 ملايين يمني آخرين يعانون من انعدام الأمن الغذائي المتوسّط ومعرّضين لخطر الأمن الغذائي الحاد في ظل ارتفاع أسعار الغذاء والوقود وحالة عدم الاستقرار السياسي.
وأشارت المسئولة الأممية إلى أن تلك الأرقام تدل على أن ما يقرب من ربع سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات غذائية طارئة الآن.
كما أعلنت الوكالة الدولية للإغاثة في بريطانيا "أوكسفام" أن "اليمن على وشك الدخول في كارثة إنسانية جرّاء تفاقم الجوع وانعدام الأمن الغذائي، ودعت الجهات المانحة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بهدف المساعدة".
ولفتت المنظمة إلى أن "الأسباب التي قادت إلى تفاقم مشكلة الجوع في اليمن ساهمت في ارتفاع أسعار الغذاء والوقود إلى جانب الاضطرابات السياسية والعنف".
وأشارت "أوكسفام" إلى أن "بعض الدول المانحة مثل ألمانيا والمملكة للمتحدة وهولندا، زادت من حجم مساعداتها لليمن بعشرات الملايين من الدولارات، لكن هناك حاجة إلى تقديم مساعدات أكبر من ذلك بكثير من قبل جميع الجهات المانحة إذا ما أرادت تجنّب وقوع كارثة فيه".