مع حلول الذكرى الأولى للثورة السورية ، حققت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد مكاسب ميدانية في مدينتي درعا وإدلب المضطربتين الأربعاء، في الوقت الذي لم تظهر في الأفق أي تسوية سياسية للأزمة. فقد اجتاح الجيش بعض معاقل المعارضة، وشن هجمات متكررة على مواقع أخرى هذا الأسبوع، وطرد الجيش السوري الحر من مدينة إدلب في شمال غرب البلاد، ودفع بتعزيزات تصل إلى 130 دبابة ومدرعة إلى مدينة درعا الجنوبية.
الى ذلك ، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن سيارة مفخخة انفجرت اليوم الخميس بحي برزة بالعاصمة السورية دمشق دون أن ترد أنباء عن سقوط ضحايا. كما قال المرصد إن آليات عسكرية اقتحمت فجر اليوم حي جوبر بالعاصمة بالتزامن مع أصوات إطلاق رصاص كثيف. وفي ريف دمشق هزت أصوات الانفجارات بلدة كفر بطنا أعقبها إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة. كما أفاد شهود عيان بأن اشتباكات عنيفة دارت خلال الساعات الأولى من اليوم بين الجيش النظامي ومجموعات مسلحة في مدينة موحسن بمحافظة دير الزور شرق سوريا وذلك اثر هجوم قام به المنشقون واستهدف مراكز تابعة للجيش في المدينة. ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الجيش السوري الحر إعتقاله لعميد في الجيش النظامي السوري يدعى نعيم عودة وأمهل النظام السوري 72 ساعة وإلا قام بإعدامه. وبثت قناة "الجزيرة" صباح اليوم الخميس، شريطا مصورا يعرض فيه الجيش الحر عن طريق أحد الأشخاص الملثمين بيانا، قال فيه إن الجيش الحر قام بإعتقال العميد نعيم عودة أحد أفراد الجيش النظامي السوري التابع للرئيس بشار الأسد. كما حذر المتحدث الرئيس السوري من عدم الاستجابة لمطالب الجيش الحر والافراج عن معتقلي درعا في غضون 72 ساعة، مؤكدا أن الجيش الحر سيقوم بإعدام العميد المعتقل. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد أعلنت عن مقتل ما لا يقل عن 76 مدنياً وعسكرياً في اشتباكات شهدتها سوريا أمس ، وقالت الهيئة إن الحصيلة تركزت في محافظات إدلب وحمص ودرعا. رد دمشق وعلى صعيد التطورات الدبلوماسية، من المقرر أن يطلع مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان مجلس الامن الدولي غدا الجمعة على تطورات مهمته في سوريا وهو ما يقول دبلوماسيون انه قد ينشط المحادثات المتعثرة بشأن قرار للمجلس يهدف الى وضع نهاية للعنف المتصاعد.
وقال أنان إنه تلقى ردا من دمشق على اقتراحات السلام التي قدمها مطلع الأسبوع وأنه يريد المزيد من الإيضاحات.
وأضاف أنان : "لا يمكن السماح باستمرار هذه الأزمة".
بدوره، قال أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان: "في ظل الوضع الخطير والمأساوي هناك، على الجميع أن يدرك أن الوقت غالٍ".
وكان أنان قد قدَّم للأسد خلال لقائه في دمشق خطة من خمس نقاط، بما في ذلك مطلب بالوقف الفوري لإطلاق النار وإجراء حوار مع المعارضة.
لكن وكالة "رويترز" للأنباء نقلت عن مصدر دبلوماسي شرق أوسطي قوله الأربعاء إن السوريين طلبوا من أنان المزيد من التفاصيل بشأن خطته.
كما نقلت الوكالة أيضا عن دبلوماسي غربي بارز في المنطقة قوله "إن دمشق رفضت اقتراحات أنان"، الأمر الذي زاد من غموض الموقف.
إلاَّ أن دمشق أعلنت أنها تتعاون "بإيجابية" مع أنان، وتسعى "بإخلاص لإنجاح مهمته" في سوريا.
ومن جانبه ، نشر جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" باللغتين العربية والإنكليزية بيانا قال فيه: "تجري محاولات حالياً، وقبل يوم الجمعة، لتصوير سوريا بأنها تعطل مهمة كوفي عنان التي لا تزال في بدايتها الاستطلاعية ، و هذا أمر عارٍ عن الصحة تماماً، ويهدف إلى الانتقال لمرحلة تمهيد لسيناريو آخر".
وأضاف: "سوريا مستعدة لاستقبال أنان واللقاء به لاستكمال المباحثات، ونحن نتعاطى بإيجابية معه ونتمنى له النجاح في مهمته التي تتطلب تضافر كافة الجهود من سورية و من دول أخرى لها علاقة مباشرة بتجييش و تأزيم ما يحصل، عوضاً عن التهدئة و الترويج للمصالحة".
انتقادات روسية الى ذلك ، انتقدت روسيا الأربعاء الرئيس السوري بشار الأسد لتقاعسه في تنفيذ الإصلاحات السياسية التي وعد بها، مشيرة إلى أن دمشق تواجه خطر التصعيد في أزمتها في حال لم تأخذ بنصائح موسكو. وقال وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف ، في كلمة ألقاها خلال جلسة مجلس الدوما، إنه تم اعتماد قوانين جديدة في سوريا لتجديد النظام وجعله أكثر تعددية من نظام الحزب الواحد هناك، غير انه أشار إلى وجود تأخير كبير في تنفيذ تلك الإصلاحات. وأوضح لافروف أن موقف بلاده بشأن الملف السوري لا يهدف إلى الدفاع عن النظام السوري.