دمشق- وكالات: تواصل أمس نزيف الدم في سوريا التي تختتم احتجاجاتها اليوم عامها الأول، حيث أحصت “الهيئة العامة للثورة السورية” سقوط 106 قتلى برصاص وقصف قوات الأمن بينهم 63 في أدلب وريفها، و27 في حمص، و7 في حماة و4 في ريف دمشق، و3 في حلب، وقتيلان في درعا. بينما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 22 عنصرا من قوات الأمن بهجمات للمنشقين في أدلب ودرعا وريف دمشق، وسقوط عشرات القتلى من جنود النظام السوري في كمين للمنشقين بريف دمشق. وقالت الهيئة العامة للثورة إنه تم إعدام 40 شخصا ميدانيا بالقرب من جامع بلال في ادلب، وقال ناشط في مدينة أدلب متحدثا عبر الهاتف إن قوات الأمن قتلت 11 شخصا يحاولون مغادرة المنطقة قبل يومين وألقت بهم في مسجد بلال.
وقال إنه تم جلب مزيد من الجثث إلى المسجد أمس الأول لكن عندما ذهب السكان المحليون لفحص الجثث تعرضوا هم أيضا لإطلاق النار مما رفع عدد القتلى إلى أكثر من 40 شخصا. وأكد ناشط آخر اتصلت به «رويترز» أعمال القتل، وقال محمد الذي اكتفى مثل كثيرين في سوريا بإعطاء اسمه الأول خوفاً من الانتقام “عندما جاء أشخاص من الحي في وقت مبكر أمس بدأت قوات الأمن إطلاق النار عليهم، ومجملا قتل نحو 40 شخصا في المذبحة”. وقال ناشطون إنه عثر على جثث ستة أشخاص آخرين في قرية معرة شورين القريبة.. كما تم إحصاء سقوط 17 قتيلاً برصاص الأمن في ريف إدلب.
وقال ناشط في مدينة حمص لرويترز “سمعت صوت قصف في المدينة القديمة منذ الثامنة صباح أمس”. وأضاف “يوجد إطلاق نار في كل مكان”.وقامت قوات النظام بشن حملات نهب وحرق لمنازل الناشطين والمحلات التجارية في كل من حيي الثورة والضبيط في محافظة إدلب.وقالت لجان التنسيق المحلية إن أحياء عشيرة وباب السباع وكرم الزيتون والعدوية في حمص تشهد حالة نزوح كبيرة.
وفي حي الحميدية بحمص فتحت منازل وكنائس الحي ذي الأغلبية المسيحية أبوابها لاستقبال النازحين من الأحياء الأخرى.
كما قتل شخص في مدينة معرة النعمان إثر إطلاق نار رشاشات ثقيلة تتعرض له المدينة من قبل القوات السورية منذ صباح امس، وقال المرصد إن “مجموعة منشقة مسلحة استهدفت آليات عسكرية ثقيلة في مدينة خان شيخون عند مفرق بلدة التماتعة ما ادى الى اعطاب آليتين والاستيلاء على اخرى”، وتكتسب محافظة أدلب اهمية استراتيجية بسبب وجود أكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية.
كما انها مناسبة لحركة الجيش السوري الحر بسبب مناطقها الوعرة والمساحات الحرجية الكثيفة، وقربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافيا مع ريف حماة الذي تنشط فيه أيضا حركة الانشقاق عن الجيش النظامي. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية ميلاد فضل في اتصال مع «فرانس برس» إن الجيش النظامي اقتحم اجزاء من مدينة أدلب حيث فرض حظرا للتجول” مشيرا الى تعرض مناطق من محافظة أدلب للقصف لاسيما معرة النعمان. وأضاف “الجيش ينتشر في المدينة وفي مناطق عدة في الريف، لكن لا يمكن القول إنه يسيطر تماما على المناطق التي ينتشر بها، فهم يتواجدون على الطرق الرئيسية فقط ويتجنبون الدخول الى الأحياء فيما يعملون على تقطيع اوصال مناطق الريف من خلال الحواجز بين القرى”.
وقال ناشطون في أدلب في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان “القوات النظامية عملت على افراغ خزانات المياه في مناطق أدلب وانها تفرض حظرا للتجول على السكان تحت طائلة إطلاق الرصاص”.
وذكرت صحيفة الوطن المقربة من السلطة من جهتها، “أن وحدات الجيش أنهت حملة تمشيط وتفتيش واسعة تمكنت خلالها من قتل واعتقال العشرات من المسلحين والمطلوبين في أدلب” وأضافت “بينت هذه المصادر أن العملية الأمنية في المدينة انتهت في وقت قياسي وأن عمليات مقاومة وحدات الجيش مسألة غير مجدية ولا يمكن أن تحقق بقاء للمسلحين فيها”.
وفي وسط البلاد، نقل المرصد عن سكان ان سيدة قتلت اثر إطلاق نار من القوات النظامية في مدينة تلكلخ بريف حمص، وقتل سبعة “بنيران القوات النظامية والشبيحة في أحياء كرم الزيتون وباب الدريب” في مدينة حمص.
وافاد مسؤول في الجيش السوري الحر في القصير “يقوم الجيش النظامي بالتوغل نهارا بحثا عن منشقين وينسحب قبل حلول الظلام”.. مشيراً الى أن العناصر المنشقين يضطرون الى “الانسحاب ومعاودة الهجوم لأنهم غير مزودين بالأسلحة المضادة للدروع التي يمكنها أن توقف دبابات تي 72 الحديثة التي تستخدمها بعض وحدات الجيش النظامي”.
وفي ريف حلب استشهد شاب في مدينة إعزاز خال اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة، كما سقط في الاشتباكات عنصر من القوات النظامية. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي إن مدينة اعزاز الحدودية مع تركيا “تتعرض لحملة مستمرة منذ نحو عشرين يوماً ادت الى حركة نزوح كبيرة جداً لسكانها”، مشيراً الى ان المناطق التي تتعرض للقصف لا تبعد أكثر من خمسة كيلومترات عن الحدود التركية”.
كما يتركز القصف على مدينة الاتارب التي تشهد عملية عسكرية واسعة للقوات النظامية واشتباكات مع الجيش السوري الحر، بحسب الحلبي، وفي ريف دمشق، قتل شاب “إثر إصابته برصاص الأمن أثناء قيامها بمداهمات في مدينة دوما”، وقتل ثلاثة أشخاص في قرية بخعة في القلمون جراء إطلاق نار من رشاشات ثقيلة. واضاف المرصد ان انفجارين شديدين هزا حي المساكن في مدينة دوما تبعهما إطلاق رصاص كثيف حيث دخلت قوات حفظ الحي ترافقها ثلاث ناقلات جند مدرعة وبدأت حملة مداهمات في المنطقة.
وفي محافظة دير الزور، نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في القورية بحثا عن مطلوبين ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف ما أسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح احدهم في حالة حرجة واعتقال 28 شخصا”.
ونصب منشقون على الجيش كمينا لنقطة تفتيش في منطقة أدلب في الشمال الغربي وقتلوا عشرة جنود وربما أكثر بينما قتل معارضون 12 من افراد قوات موالية للرئيس بشار الاسد في بلدة درعا، وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الانسان.
في تطور آخر سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن السورية أمس الأول في كمين نصبه منشقون في ريف دمشق، بحسب ما أفادت مصادر متطابقة مع وكالة فرانس برس.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس إن “حافلتين تضم كل منهما حوالى 40 عنصر امن وقعتا في كمين نصبه منشقون في محيط بلدة رنكوس في ريف دمشق”. واكد المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في منطقة القلمون مرتضى الرشيد لفرانس برس وقوع هذه العملية، وقال “عناصر الجيش السوري الحر في المنطقة حددوا من خلال الناشطين في المناطق المجاورة مكان وجود القافلة الامنية في منطقة مزارع رنكوس، ونفذوا العملية” رافضا الادلاء بمزيد من التفاصيل، واضاف ردا على سؤال “الجيش الحر يواجه القوات السورية وفق تكتيك الكمائن لانه لا يملك العدة لمواجهة قوات النظام”.
واشار رشيد الى وقوع اشتباكات امس في الزبداني ومناطق عدة في القلمون في ريف دمشق، معتبرا ان معظم مناطق ريف دمشق باتت “نقطة ساخنة”.
وقال شهود عيان إن عشرات الدبابات تمركزت في منطقة رنكوس بريف دمشق.
أما في دمشق فتنفذ قوات النظام حملة مداهمات واعتقالات في حي العسالي بعد دخول عشرات السيارات المدججة بالعتاد إلى الحي.
كما أفاد مجلس قيادة الثورة بأن كتيبة قاسيون التابعة للجيش الحر استهدفت حاجز الباب الرئيسي لفرع الأمن السياسي بقنبلتين يدويتين وسط ساحة الميسات في دمشق. - شاهد فيديو أحداث اليوم 1 - شاهد فيديو أحداث اليوم 2 - شاهد فيديو أحداث اليوم 3 - شاهد فيديو أحداث اليوم 4