وصفت مسئولة الشئون الانسانية في الأممالمتحدة فاليري آموس المناطق التي زارتها في حي بابا عمرو في مدينة حمص بانها" مدمرة بالكامل". وأوضحت آماندا بيت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشئون الانسانية في الاممالمتحدة في تصريحات أوردتها هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي " إن آموس، التي زارت الحي أمس الأربعاء وتجولت فيه نحو ساعة، قالت إن الحي بات خربا بسبب القصف الذي تعرض له أخيرا وشبه خال من السكان.
وأضافت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشئون الانسانية أن آموس "قالت إن الامن مشكلة واضحة وانهم سمعوا اطلاقا للنار وهم هناك".
وقالت آموس إن زيارتها تهدف إلى حث كل الأطراف على السماح لفرق الإغاثة بالدخول دون عراقيل كي تتمكن من إجلاء الجرحى وتوزيع المساعدات ومحاولة لايجاد ترتيب يتيح وصول المساعدة الانسانية لوقت طويل.
وكانت آموس قد أجرت محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم صباح الأربعاء قبل أن تتوجه بصحبة مسؤولي الصليب الأحمر إلى حمص للاطلاع على الأوضاع الإنسانية.
وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال استقبالها على رأس بعثة دولية التزام سورية بالتعاون مع البعثة في إطار احترام سيادة واستقلال سورية وبالتنسيق مع وزارة الخارجية. وتقوم أموس بزيارة ليومين إلى سوريا من 7 إلى 9 مارس. وقد وصلت امس الأربعاء إلى دمشق، حيث أجرت محادثات في وزارة الخارجية قبل أن تتوجه إلى حمص.
45 دقيقة
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أكدت لوكالة الصحافة الفرنسية أن آموس دخلت مع فريق متطوعين من الهلال الأحمر السوري حي بابا عمرو وبقوا فيه 45 دقيقة. وأوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية في دمشق صالح دباكة أن الفريق وآموس اكتشفوا ما كنا نعلمه منذ فترة وهو أن غالبية سكان بابا عمرو خرجوا من الحي خلال القتال الذي وقع في الأسابيع الماضية وانتهى الخميس الماضي بسقوط الحي في ايدي قوات النظام. وأشار إلى أن عدد السكان كان ضئيلا خلال الزيارة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر توزع منذ أسبوعين مساعدات إنسانية على أهل بابا عمرو المتواجدين في مناطق أخرى. وكان موكب للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري انتظر خمسة أيام للتمكن من دخول بابا عمرو الذي حاصرته القوات السورية وقصفته خلال ما يقرب من شهر. تزايد أعداد القتلى
وتعاني مناطق عدة في سورية، لا سيما حمص، من نقص كبير في المواد الغذائية والطبية، في وقت تتواصل العمليات العسكرية حاصدة مزيدا من القتلى. وصرح المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء بان عدد القتلى في سورية منذ بدء الاحتجاجات في منتصف مارس/آذار بلغ 8458 شخصا بينهم 6195 مدنيا. وقد وصلت حصيلة قتلى الأربعاء إلى 75 شخصا في أعمال عنف في سوريا، بينهم 47 في حمص وستة عسكريين، بحسب ما أفاد المرصد. كما قتل ستة مدنيين في محافظة ادلب شمال غرب في إطلاق الرصاص في بلدات وقرى كنصفرة وكفرومة ومعصران ومرعيان ومدينة معرة النعمان. وقتل مجند منشق في بلدة كفرنبل في المحافظة نفسها على أيدي قوات النظام. وجاء ذلك في وقت شهدت محافظة ادلب الأربعاء قدوم تعزيزات عسكرية، بحسب ما أفاد المجلس الوطني السوري وناشطون. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للمجلس الوطني أن المجلس "رصد 42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية واتجهت إلى مدينة سراقب" في محافظة ادلب، و"أرتالا عسكرية نحو مدينة أدلب". وطالب المجلس "المجتمع الدولي والجامعة العربية والمنظمات الدولية بالتحرك السريع والعاجل على كافة الأصعدة لعدم تكرار مجازر بابا عمرو التي سقط فيها المئات من الشهداء". اللجوء السياسي
أما فيما يتعلق بالمواقف الدولية، قد صرح الرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين بأن مسالة منح اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الأسد ليست موضع بحث في روسيا. ودعت روسيا الأربعاء إلى وقف "فوري" لأعمال العنف في سورية "من أي جهة أتت". وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان بعد لقاء مع السفير السوري في موسكو "تم التشديد على أن ثمة حاجة حيوية لحل المشاكل الإنسانية الخطرة" في سورية. وأوضح البيان أن الجانبين أعربا أيضا عن دعم مهمة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان الذي يصل السبت إلى دمشق. وقد وصل عنان إلى القاهرة الأربعاء بهدف التحضير لزيارته لسورية وسيلتقي الخميس الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وبعض وزراء الخارجية العرب الجمعة. كما التقى موفد صيني يوم الأربعاء في دمشق وزير الخارجية السوري الذي رحب "بالرؤية الصينية" لحل الأزمة السورية، وأبدى استعداد سورية "للتعاون الايجابي معها". وتنص الخطة الصينية على "وقف فوري وشامل وغير مشروط لكافة أعمال العنف من الحكومة السورية والأطراف المعنية"، و"إطلاق فوري لحوار سياسي شامل بدون شروط مسبقة ولا حكم مسبق بين الحكومة السورية ومختلف الأطراف تحت الوساطة النزيهة للمبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية". كما تنص على "دور قيادي للأمم المتحدة في تنسيق جهود الإغاثة الإنسانية، على أساس احترام سيادة سورية"، وترفض "التدخل العسكري ضد سورية أو فرض ما يسمى بتغيير النظام". وقد استخدمت الصين وروسيا مرتين حق النقض "الفيتو" لمنع تبني مجلس الأمن الدولي مشروعي قرارين يدينان القمع الدامي الذي يقوم به النظام السوري للحركة الاحتجاجية ضده. في باريس، أعلن متحدث باسم شركة الخطوط الجوية الفرنسية "اير فرانس" الأربعاء أن الشركة قررت تعليق رحلاتها إلى دمشق حتى إشعار آخر بسبب الوضع في سوريا.