بيروت: شدد ممثل حركة حماس في لبنان القيادي اسامة حمدان على ان الرئيس محمود عباس (ابو مازن) لم يذهب الى المفاوضات المباشرة في واشنطن بغطاء عربي، فيما شن هجوما عنيفا على رئيس الوزراء سلام فياض ويصفه بأنه "انطوان لحد فلسطين". ورأى حمدان في تصريح لصحيفة "الحياة" اللندنية ان القول ان العملية التي جرت في الخليل الثلاثاء الماضي وخلّفت 4 قتلى من المستوطنين ستؤثر سلبا على المفاوضات التي انطلقت في واشنطن أمس، هو إدانة لهذه المفاوضات. واضاف : "من يرددون هذه المقولة يدينون أنفسهم لأنهم ذهبوا إلى مفاوضات هشة ولا قيمة لها لجهة حقوق الشعب الفلسطيني، ويعلمون مسبقا بأنها مفاوضات فاشلة، خصوصا أن بدايتها إصرار إسرائيلي على الإقرار بيهودية الكيان الصهيوني، واستمرار الاستيطان"، مشيرا إلى ما ذكره الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بأنه ذاهب إلى المفاوضات حتى لو جلبت 1 في المئة من الحقوق. وقال: "عباس على استعداد للتنازل عن 99 في المئة". وحول ما تردده القيادة الفلسطينية بأنها ذهبت إلى المفاوضات بغطاء عربي، قال حمدان: "أبو مازن لم يذهب بغطاء عربي، بل أبلغ الجميع أنه لا يستطيع إلا أن يذهب، فهو لا يمكنه رفض دعوة الرئيس باراك أوباما الذي يرى في أن انطلاق المفاوضات سيحفظ ماء وجهه". وأعرب حمدان عن استيائه بسبب تعليق المفاوض الفلسطيني نكسات المفاوضات على شماعة العرب، وقال: "صاحب الحق إذا قال علناً لن أذهب، هل يمكن أن يجبروه ويقولوا له بل اذهب"، مضيفا : "هو (عباس) قال لهم (العرب) أريد أن أذهب وأريدكم أن تدعموني، وذلك من خلال الترويج بأن المفاوضات هي الخيار الوحيد، خصوصا أنه لا يمتلك أية بدائل أخرى بعد أن أسقط المقاومة كحق مشروع للشعب الفلسطيني طالما أن أرضه محتلة". وقال: "الفلسطيني ذهب إلى المفاوضات بعد أن أسقط كل البدائل ولا يمتلك أي ورقة قوة، فهو سيتسول وليس سيفاوض". وعما أكده عباس بأن أي اتفاق سيتم طرحه على الشعب الفلسطيني للاستفتاء، تساءل حمدان: "هل سيستفتي كل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، أم سيستفتي شريحة محددة تخضع للاحتلال، وهو سيستفتيه في التنازل عن القدس وحق العودة وأكثر من 80 في المئة من أرض فلسطين". وشن حمدان هجوما على رئيس حكومة السلطة الفلسطينية سلام فياض، واصفا إياه بأنه "انطوان لحد فلسطين"، ومشيرا إلى إدانته الفورية لعملية الخليل التي جرت ضد المستوطنين الذين يعتدون على الحقوق الفلسطينية، وقال: "فياض أول من دان العملية، فالأجهزة الأمنية التي تأتمر بأوامره في الضفة الغربية تستهدف المقاومة ووظيفتها حفظ أمن إسرائيل (...) وهو (فياض) متورط في خدمة العدو وتهيئة مناخات تصفية القضية الفلسطينية، إذ يعمل على تحقيق مشروع السلام الاقتصادي الذي يروج له نتنياهو، والذي يستند إلى الوفرة المالية وليس الرفاه الاقتصادي المبني على التنمية في إطار الاستقلال والسيادة الوطنية، كما أنه يطبق الخطة التي وضعها المنسق الأمريكي الأمني (كيث) دايتون". واستنكر حمدان بشدة اعتقال الأجهزة الأمنية لأكثر من 500 شخص في ساعات محدودة في الضفة، وقال: "هذه الأجهزة مدربة لتعمل نيابة عن قوات الاحتلال في حفظ أمن إسرائيل"، مضيفا: "أتوقع بعد عملية الخليل أن تمتحن إسرائيل مدى قدرات فياض في التعامل مع الأمر، فإن نجح في إرضاء إسرائيل، فسيخسر نفسه وشعبه أكثر"، واعتبر أن "فياض فوت فرصاً عدة ليثبت أنه ينتمي للشعب الفلسطيني وليس للصهاينة، ولا غرابة إن كرر ذلك". وكانت بدأت فجر الخميس فى البيت الأبيض مراسم انطلاق المفاوضات المباشرة بحضور الرئيس الأمريكى باراك أوباما والرئيس المصري حسنى مبارك وعاهل الاردن الملك عبد الله الثانى والرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو. وقال أوباما في كلمته بتلك المناسبة إن المحادثات قائمة على إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشا جنبا إلى جنب في أمن وسلام .