تظاهر أكثر من 250 شخصاً مساء الخميس الماضي، أمام المقر الرئيس لقناة "أون. تي. في" بالزمالك، وذلك اعتراضاً منهم على سياسة القناة التي تحولت إلى منبر لتحريض الشعب ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وضد الجيش المصري. وندد المتظاهرون بالإعلامي يسري فودة مقدم برنامج "آخر كلام" بسبب استضافته لطفلتين لا تتجاوزان العشر سنوات، وقاموا بعرض لقطات فيديو للطفلتين، وهما تقودان التظاهرات ضد المجلس العسكري وتطالبان بإسقاطه.
كما نالت المذيعة ريم ماجد وصاحب القناة الملياردير نجيب ساويرس هتافات ضدهما من المتظاهرين والمتظاهرات، وتم اتهامها بأنهما يستخدمان القناة ضد سياسة الدولة.
ونرى أن هذا السلوك من قبل مقدم البرامج ومن قبل قناة "أون. تي. في" يعمل على تدمير الأجيال المقبلة، وانتزاع روح الوطنية والانتماء من قلوب الأطفال،كما يعبر عن تخريب وتآمر يستهدف أمن واستقرار الوطن.
ولم تكن هي المرة الأولى التي سارت فيها قناة "أون. تي. في" بهذا السياق المرفوض، بل من قبل نشرت إحدى الصحف على لسان والد شاب قتل بأحداث وزارة الداخلية، أن عناصر بالقناة عرضت عليه مبالغ مالية لكي يخرج ويتوجه باتهامات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، بإصدار الأوامر للجيش بقتل ابنه وآخرين، وقالت الصحيفة إن الرجل رفض عروض القناة.
وقناة "أون. تي. في" التي تخصصت في سب الجيش وقياداته، وفتح شاشتها أمام العناصر التي تسب هذا الجيش، هي قناة مملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، ومنذ حادث ماسبيرو، والقناة تعمل علي إثارة الناس وبث الكراهية للجيش وقياداته، وبشكل مكشوف، حيث يسعى صاحبها لأن يكون زعيما طائفيا مرموقا في مصر.
ومن أجل تلك الزعامة التي يريد أن يصل إليها نجيب ساويرس عبر سب الجيش، فإن ساويرس المتمترس خلف طائفيته، وعلاقاته بدوائر خارجية يعطي تعليماته لقنواته، والصحف التي يصدرها ويدعمها مثل المصري اليوم بمهاجمة الجيش ليلا ونهارا.
ويبدو أن المواد التي تبثها القناة استفزت شريحة من أبناء المجتمع، وهو ما دفع تلك الشريحة لأن تتحرك وتنظم تظاهرات أمام مقرها بالزمالك، حيث عبرت تلك الشريحة عن رأي قطاعات واسعة من الشارع ممن يتابعون "أون تي في"، ورفض تلك القطاعات السباب والإهانات والتجاوزات التي توجه للجيش من فوق شاشاتها.
ونحن بدورنا لا نعرف لماذا يكن السيد نجيب ساويرس كل هذا العداء، وكل تلك الكراهية لجيش مصر، على الرغم من أن الجيش أكرمه عندما تجاوز عن كل البلاغات المقدمة ضده للنائب العام، وتم إبعاده عن قضية التجسس الأخيرة، حيث خرج منها مثل الشعر من العجين.
وتمت دعوة ساويرس لكل لقاءات المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع الفعاليات الشعبية،كما تمت دعوته خلال لقاءات قومية عقدها مجلس الوزراء.
وهي دعوات من قبل دوائر السلطة وجهت لساويرس، وكانت مثار انتقاد الرأي العام، الذي كان ولا يزال يطالب بإخضاع ساويرس للمحاكمة، وسؤاله من أين لك هذا؟
كما أن نجيب ساويرس تعمد مرارا السخرية من المقدسات الإسلامية وسبها، وهو ما جعل رجال قانون يلجئون للقضاء مطالبين بمعاقبته، وفي كل مرة كان يسب فيها رموزا إسلامية،كان يعود ليعتذر، ويبرر ما يفعله بأنه لم يكن يقصد ذلك.
ونعرف أن نجيب ساويرس رجل أعمال يملك مع أسرته مؤسسات اقتصادية حيوية بمصر، وبسبب تلك المؤسسات لم يتم التحقيق معه في البلاغات المقدمة ضده، وذلك حتى لا تنهار تلك المؤسسات التي يعمل فيها المئات من أبناء الوطن، خصوصاً وأن ساويرس يحسب له أنه لم يفرق في العمل بين المصريين علي أسس طائفية.
ونحن نعيد ما كتبناه سابقا لكي نقول للسيد نجيب ساويرس: "من فضلك كفى"، فالجيش المصري خط أحمر، ونحن نقول لسيادته كفى، فالمصريون أول أمة عرفت التوحيد، ومن هنا فإن أبناء مصر يرفضون من يهين العقيدة والدين، ولا يتسامحون معه مهما اعتذر.