لأن جيشنا وعقيدتنا في خطر، والأعداء يتربصون بنا، وهم يستهدفون هويتنا وأجنادنا، ولأن بيننا أقلية، متعددة الألوان والأطياف، باتت تستبدل الدين بالدنيا، لا لشيء إلا كراهية لعقيدتنا، حتى وان ادعت تلك الأقلية خلاف ذلك، فأننا نعلنها بوضوح كأغلبية تعرف قيمة خير أجناد الأرض، وتؤمن بهويتها إيمانا راسخاً، أن جيشنا في قلوبنا، لأنه منا، وحامي ديارنا وأرضنا وعرضنا، واستراتيجيا ً نحن معه دوما وعلي طول الخط . وعلي الأقلية طائفية كانت أم غير ذلك، أن تحترم القانون وتعيش مثل كل الأقليات في اعتي الدول الديمقراطية في العالم، طالما أنها أخفقت وفشلت فشلا زريعا ً في نيل ثقة الشعب، وعلي الأقلية أن تعلم أن النظام الذي كان تبتزه بموالاة واشنطن للحصول علي امتيازات قد سقط إلي الأبد، ولم يتبق أمامها إلا دستور سنضعه ونرتضيه جميعا وقانون يساوي بين كل أبناء الوطن.
وعلي الأقلية أن تعلم أيضا ً، أننا نتابع كل التظاهرات، والتي منها تظاهرات تنظمها تحالفات وهمية "هزؤ" تنسب نفسها للثورة، تلك التحالفات المشار إليها، باتت اللعوبة، بأيدي من يتلقون دعما ً خارجيا "مادياً ومعنوياً" لتخريب الوطن، وهز استقراره، وتهديد أمنه القومي، وتلك التحالفات أيضا ً تنشر الفتنة في ربوع بلادنا، وتضم بضعة مئات من صغار السن في كل محافظة، تحركهم عناصر وكيانات قريبا ً جداً سيعرف هؤلاء الصغار، حجم الأموال التي تلقتها تلك العناصر من دوائر خارجية، وكيف تم تضليلهم واستخدامهم ليكون مثل الدببة التي تقتل أصحابها.
ويطالب هؤلاء الصغار أو الشباب الفوضوي الآن بإطاحة "المجلس الأعلى للقوات المسلحة" والسيد المشير قائده، ومحاكمتهم وقطع رقابهم إن أمكن، وتسليم السلطة لعناصر لها ارتباطات خارجية، فتلك المطالب وجدنا صحيفة تعبر عن حزب ليبرالي تبرزها مؤخرا ً في مانشتاتها الرئيسية.
ومع متابعتنا لتلك التظاهرات والتحركات التي تتحرك تحت شعارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، نتابع مخطط منظم ومدعوم خارجياً تقوده وسائل إعلام ومنظمات حقوقية وساسة، جعلوا من هؤلاء الصغار وكبار معهم أدوات بأيديهم وضللوهم في سبيل الشيطان، لا في سبيل حق كما يدعون، تلك المنظومة باتت تلقن الفوضويين الآن ما يطرحونه من شعارات بتظاهراتهم، تلك التظاهرات التي تقابلها الجماهير بالقذف بالطوب وغير ذلك، وتحرضهم علي مواصلة التظاهر، وتغريهم بعوامل المال والشهرة .
المهم، تظاهرات مئات الفوضويون بالقاهرة والأقاليم الآن لإطاحة "العسكري" لا تعنينا، ولا نعتقد أنها تعني "المجلس الأعلى للقوات المسلحة"، لأن هذا المجلس يعرف أن غالبية الشعب الكاسحة تقف داعمة له، لا تعنينا في شيء تلك التظاهرات، سوي أنها تظاهرات تعبير عن رأي، ولأصحابها الحرية في ذلك، ومن المفترض أن حرية التظاهر ينظمها قانون، بيد انه إذا ما خرجت حرية التعبير عن هذا المسمي، ولجأ من يقومون بها لأي نوع من أنواع العنف أو الخروج علي القانون، فإننا نقترح أحالة الخارجين علي القانون لمحاكمات عسكرية بتهمة ممارسة البلطجة.
ويقولون أنهم ثوار حقيقيون، ولا ندري بأي صفة، فمن يتظاهرون الآن غالبيتهم العظمي بل الكاسحة لم تجرب الحبس ولو ليوم واحد أيام مبارك، بل كان منهم عملاء لجهاز مباحث امن الدولة، ومن يحركونهم يتقاضون دعما خارجيا، ونعرف بالإسم من أنشأ لمن يحركونهم جمعياتهم الحقوقية، نظير تعاونهم مع جهاز مباحث امن الدولة المنحل، ونعرف أيضا الدوائر التي مولت لهم صحفهم وفضائياتهم، والعناصر بأمن الدولة التي منحتهم التراخيص قبل الثورة وبعدها.
نعرف لماذا أسسوا لهم تلك الجمعيات، وسمحوا لهم بإصدار صحف وبث فضائيات، وكيف كانوا يقتسمون معهم الدعم الخارجي، وقتها كان الثوار الحقيقيون في سجون مبارك ومعتقلاته يعذبون ويسحلون ويصفون جسديا، وتقصف أقلامهم أن كانوا صحفيين وتغلق منابرهم الإعلامية.
الآن بات من يعملون في قنوات إعلامية للفلول تتلقي دعما ً خارجياً، ويتلقون أجور خيالية ثوار، نعم ثوار في قنوات إعلامية ممولة من دول عربية وإسلامية ومن أوروبا وأمريكا، ثوار يتقاضون عشرات الآلاف من الجنيهات ومئات الآلاف, وبات من يعملون في صحف ممولة من الخارج، وبات من يقودون منظمات حقوقية أسستها لهم مباحث امن الدولة، باتوا جميعا ً ثوارا، وبات زهرة شبابهم، واحلي أيام عمرهم بالسجون، وقصفت أقلامهم ، وشردوا ، باتوا جميعا ً عملاء للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وباتوا مرتزقة للجيش..؟ هكذا يقول عنهم مرتزقة التمويل الأجنبي.
وما أحلاها من عمالة ... العمالة للجيش المصري وقادته، ...فالعمالة للجيش الوطني ومجلسه أفضل ألف مرة من العمالة ل"CIA" وللموساد ودوائر أخري، بل لا تقارن لأن الجيش هو أبي وأبيك وأخي وأخيك وأختي وأختك وابني وابنك وخالي وخالك ...الخ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم، أن يقولوا إلا كذبا وبهتانا وزورا.
أننا بصفتنا الشخصية نتوجه بنداء للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولأبطال جهاز الأمن القومي في مصر، أن لا ينتظروا تدمير الوطن بأيدي هؤلاء الصغار، ومن يقف خلفهم من مرتزقة التمويل الأجنبي ساسة أو إعلاميين أو قادة منظمات، وأن يضربوا ضربتهم مسلحين بتأييد شعبي كاسح، لم يتوفر من قبل لأي زعيم مصري، وهو ما يؤكده الواقع .
وأناشد هؤلاء الأمناء الأوفياء أصحاب الفضل أن يقدموا هؤلاء المرتزقة من رجال الأعمال الذين أسسوا صحفا ً وفضائيات، وتلك العناصر من أصحاب منظمات أمن الدولة التي تحولت لأحضان خارجية، وانفردت بتلقي التمويل الأجنبي، وساسة "المارينز" المتحدثين بالعربية، والملوثة أيديهم بمصافحة أعداء لنا وبطونهم بالمال الحرام، إن يضربوهم بالقانون، ويقدموهم فورا ً لمحاكمات وطنية، و"طظ" في أي ضغوط خارجية أو تهديدات علي حساب أمننا القومي. [email protected]