بكين: شهدت الصين تدفقاً استثمارياً نحو الخارج وسط الأزمة العالمية التى أثرت علي المؤسسات الأجنبية بشكل كبير وألت إلى افلاس بعضها، وفي المقابل لم تتأثر المؤسسات الصينية في الداخل إلى الحد الذي عانت منه نظيراتها الأجنبية، لذا بادرت إلى الاستثمار في الخارج. وفي اطار ذلك، تدفقت مؤسسات صينية إلى الخارج للاستثمار مع النمو الاقتصادي الصيني السريع. وبلغت قيمة الاستثمارات الصينية في الخارج 48 مليار دولار العام الماضي، فيما تزاول 14 ألف مؤسسة أعمالها في 100 دولة عبر القارات. وأشار خبراء الى أن المال والجرأة فقط ليسا كافيين للمؤسسات الصينية، لدى دخولها أسواقاً خارجية، إذ عليها أيضاً أن تهتم أكثر بسلامة استثماراتها وفوائدها. ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"عن تشانغ هان يا،رئيس الجمعية الصينية للاستثمار قوله: "إن الصين شهدت تدفقاً استثمارياً نحو الخارج في فترة قصيرة، بخاصة وسط أزمة المال العالمية، حين وقعت مؤسسات أجنبية في ورطة أو أوشكت على الافلاس لانقطاع رؤوس الأموال عنها، أما المؤسسات الصينية في الداخل فلم تتأثر إلى الحد الذي عانت منه نظيراتها الأجنبية، لذا بادرت الى الاستثمار في الخارج". ونبّه تشانغ المؤسسات الصينية إلى أن الأخطار تلازم الفرص أثناء شراء مؤسسات أجنبية، ويجب عليها أن تدرك في شكل واضح الأخطار والصعوبات لدى الاستثمار في الخارج، وينبغي ألا تقدم على الخطوة في صورة عشوائية. وأشار إلى أن مؤسسات صينية شهدت حالات فشل في استثماراتها الخارجية، موضحاً عند شراء مجموعة "بينغآن" الصينية للتأمين مجموعة "فورتيس"، مقرها هولندا، إذ خسرت "بينغآن"» 15.7 مليار يوان مايعادل 2.32 مليار دولار خلال 8 أشهر، كما اشترت شركة "تي سي إل" وهي شركة محلية رائدة في صناعة أجهزة التلفزيون مجموعة "طومسون" الفرنسية وخسرت 4 مليارات يوان في 3 أعوام . وخسرت شركة الاستثمار الصينية أيضاً 1.33 مليار دولار خلال سنة واحدة بعد أن استثمرت في مجموعة "بلاكستون" الأمريكية. وتواجه المؤسسات المحلية مشكلات في دخولها الأسواق الخارجية، منها عدم معرفة المعلومات بدقة وضعف قدرتها على إدارة الموظفين والعمال الأجانب وعدم الاهتمام بإنشاء علاماتها الذاتية وحمايتها. ورأى سونغ هونغ هو، باحث من أكاديمية العلوم الاجتماعية، أن لا مفر من أن تواجه المؤسسات الصينية حاجز "الفحص" الذي تختلط فيه على الدوام عناصر سياسية الى جانب الأخطار الاقتصادية، كما خضعت مؤسسات صينية شهيرة، مثل الشركة الوطنية للنفط البحري "سنوك" وشركة "هواوي" ومجموعة "آن" للفولاذ لفحوص تحت ذريعة الأمن الوطني لدى استثمارها في الولاياتالمتحدة . وأوصى بأن تشمل الاستعدادات درس بيئة الأسواق وتوقع آفاق تحقيق الأرباح ومعرفة الاجراءات القانونية والمعاملات مع الحكومات ووسائل الاعلام المحلية. ونجحت مؤسسات صينية في شراء مؤسسات أجنبية على أساس التجارب السابقة . ويذكر أنه وفقاً لما تضمنه تقرير عن الاستثمار العالمي لعام 2010 لمؤتمر التجارة والتنمية للأمم المتحدة، بلغت قيمة الاستثمارات الصينية المباشرة في الخارج إلى 48 مليار دولار العام الماضي.