الإسكندرية: أكد الأديب منير عتيبة- المشرف على مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية - أن الوسط الثقافي السكندري انتابته حالة من الحزن الشديد والإحساس بالفقدان فور رحيل الكاتب الكبير إبراهيم أصلان، الذي كان منجزه الإبداعي المهم وبالذات في القصة القصيرة مؤثرًا تأثيرًا ملحوظًا في جميع الأجيال التالية له، وخاصة الأجيال الشابة التي لم يفقد تواصله معها حتى آخر لحظة في حياته. وقرأ عتيبة في ندوة "في حب إبراهيم أصلان " والتي عُقدت مساء أمس ،حيث قدم خلالها أدباء ومثقفو الإسكندرية شهاداتهم حوله جزء من مداخلة الشاعر أحمد فضل شبلول، والتي أرسلها من الكويت لتقرأ بالندوة، حيث يتحدث شبلول عن علاقته بأصلان وعن تذوقه للفن التشكيلي وحرصه على مواكبة التطورات التكنولوجية ،مؤكداً انبهاره بانسياب حديث أصلان عن الفن التشكيلية والذي فوجئ به.
ويتابع: "منذ تلك الليلة وقعت في صداقة إبراهيم أصلان الطيب،و طلب مني أن اشرح له بعض الأشياء عن هذا الجهاز العجيب، وكيف ينشئ بريدًا إلكترونيًا له وكيف ينشر أعماله على الإنترنت ويتراسل مع الكتاب والقراء".
وتحدث الصحفي الشاب أحمد عصمت عن افتتانه بأدب أصلان السهل العميق وقدرته على الوصول إلى كل مستويات القراء والقراءة، داعيًا إلى إعادة اكتشاف إبراهيم أصلان المبدع والتعريف به أكثر من خلال ندوات أخرى تقام لمناقشة أعماله.
وذكر القاص الشاب محمد العبادي أن خبر وفاة أصلان كان صدمة له ولجيل الشباب الذي ارتبط به، مؤكدًا على اهتمام أصلان بفكرة التجديد والتنوع.
وأشار إلى أن أصلان صاحب أسلوب وخط متميز في الكتابة خاص به، فهو على قدر كبير جدًا من الوعي والشفافية، حيث تبدو أعماله لأول وهلة بسيطة اعتيادية إلا أنها أكثر عمقًا من ذلك.
وتحدث الكاتب أحمد حميدة عن أصلان كمبدع مناضل شق طريقه في الصخر وارتبط دائما بالبسطاء، مبينًا أنه كان دائم الالتصاق بهم والحياة معهم والتعبير الصادق عنهم.
كما تحدث عن العلاقة الأدبية التي ربطت اثنين من أهم مبدعي القصة في الستينيات؛ وهما أصلان ومحمد حافظ رجب، مشيرًا إلى استفادة السينما من رواية أصلان "مالك الحزين" بتحويلها إلى فيلم الكيت كات، وكذلك بروايته "عصافير النيل".
وشبه الأديب رشاد بلال أصلان بالكاتب الروسي مكسيم جوركى في الشكل وبصورة خاصة في الشارب الكث، مشيرًا إلى بساطة وعمق أصلان في الحديث عن قاع المجتمع والفقر الطاحن دون مرارة.
من جانبه، تحدث الأديب يحيى فضل سليم أيضا عن قدرة أصلان على التأثير في قارئه مهما تعددت مرات قراءة العمل الواحد.
وتم خلال الندوة عرض عشرة دقائق من برنامج تليفزيوني تحدث فيه أصلان عن معنى الكتابة لديه ومدى اهتمامه بالفنون البصرية.
وتمت قراءة قصة "مشوار" من مجموعة "حكايات من فضل الله عثمان" وقراءة ما كتبه أصلان عن علاقته بحافظ رجب وأحد خطابات حافظ رجب إليه وذلك من كتاب أصلان "خلوة الغلبان".