صرح الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن جامعة الدول العربية قد تابعت خطاب الرئيس السوري أمس باهتمام كبير معربا أنه لا يستطيع أن يعلق على خطاب لرئيس دولة ولكنه أبدى تعجبه من الهجوم الشديد على جامعة الدول العربية. وأضاف أنه قد اتصل بوزير الخارجية السوري ونقل إليه هذا الشعور، وأكد له الوزير السوري أن الجامعة العربية غير مقصودة، مشيرا إلى أن الجامعة العربية قد وقعت مع الحكومة السورية اتفاقا ملزما ويتضمن هذا الاتفاق بندا يقول أن الجامعة تسعى لإخراج سوريا من الأزمة السياسية التي تمر بها.
وأكد العربي أن مهمة مراقبي جامعة الدول العربية لن تتمكن من أن تتحقق بالشكل الذي يتوقعه لأن المسألة تعقدت جدا موضحا أن التقارير التي تصله من مكتب الجامعة في دمشق عن طريق الفريق أول الدابي مقلقه للغاية.
وأشار إلى أن مهمة المراقبين قد تغيرت لأنه عندما يذهب أحد المراقبين إلى أي مكان وهو غير مسلح ليجد تغييرا بأوضاع من المفترض أن يراها على حقيقتها قد تبدلت، وبالتالي فإن المراقبين قد ذهبوا ليروا أمورا قد تمت بالفعل بأنه توقف القتال والعنف، مؤكدا بأنه لم يتوقف.
وأضاف في حديثه لفضائية "الحياة" أن المجلس الوزاري للدول العربية سيكون هو صاحب القرار بشأن الوضع السوري، مؤكدا أنه ليس هناك عصا سحرية لحل الأزمة إذا رفعت الجامعة العربية يدها عنها، لأن مجلس الأمن إذا كان يريد التدخل لكان قد تدخل بالفعل وهو ليس بحاجة للجامعة لكي يتصرف.
ثم انتقل العربي في حديثه للكلام عن تطورات أوضاع دول الربيع العربي قائلا "لا شك أن ما يحدث في سوريا ثورة"، مشيرا إلى تخوفه من اندلاع حرب أهلية في سوريا لأن الأحداث تؤدي إلى تلك الحرب، واستبعد ما حدث في ليبيا أن يحدث في سوريا بسبب عدم وجود بترول أو من يدفع فاتورة التدخل الدولي، مشيرا إلى أن الظروف الدولية حاليا لا تسمح بتدخل الولاياتالمتحدة في مواجهة عسكرية مع النظام السوري.
أما عن مصر فأعرب عن تعامله مع الموقف الحالي بالحقائق وليس بنظرية المؤامرة، كما أبدى أسفه لأن الكثير من دول شرق أوروبا وأمريكا اللاتينية قد سبقت العالم العربي بالكامل في التحول الديمقراطي مع الاعتراف بأن كل دولة لها خصائصها وطبيعة الشعوب مختلفة ولكن لابد من التعلم من تجربة الاتحاد الأوروبي.
كما تحدث العربي عن كيفية سير الإجراءات في جامعة الدول العربية، وتحدث أيضا عن القضية الفلسطينية، وأسهب في نهاية حديثه عن الوضع الحالي المصري مشيرا إلى ضرورة عدم مقارنته بالوضع التونسي، مؤكدا في نهاية حديثه إلى عدم وجود أي نية لديه للترشح للرئاسة كما قيل من البعض قائلا بأنها كلها مجرد شائعات.