ذكر الشيخ "على جمعة" مفتي الديار المصرية أن الشيخ الشهيد "عماد عفت" كان من الذين لديهم قابلية للتعلم كما أنه كان متدين بشكل خاص حيث كان يطلق عليه لقب "حمامة المسجد". بالإضافة إلى انه كانت لديه رغبة كبيرة للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى, كل هذه الصفات تدفع أي شخص إلى البكاء على فقدان رجل مثل الشيخ "عماد", كما أن قتل الشيخ عماد عفت على أيدي أبناء الوطن الواحد هو الذي يدفع إلى البكاء ليس فقد على حال الشيخ الفقيد وحسب ولكن على حال البلد بأسرها.
وأشار جمعة إلى أن الشهيد "عماد عفت" قد قام بمعاتبته لعدم نزوله ميدان التحرير, وقد أرسل إليه خطابا يقول فيه أنه يجد رائحة الجنة في التحرير, وأن هواء التحرير عنده أفضل من هواء الكعبة, وقد قام جمعة بتوجيه اللوم للشيخ الفقيد على هذا التشبيه ولكنه كان مقتنعا بما قال.
وأوضح جمعة الفرق بين مفهومي السياسة والدين, فإذا كان مفهوم السياسة هو الاهتمام بشئون الدولة الخارجية والداخلية فهذا المفهوم لا يتعارض مع مفهوم الدين, و إذا كان مفهوم السياسة هو تشكيل أحزاب سياسية والدخول بها تحت قبة البرلمان وقيام المجالس المحلية وممارسة عملها فأن الدين أيضا لا يتعارض مع هذا المفهوم ولكن بشرط عدم ممارسة أي نوع من الكذب أو التدليس أو الخيانة أو النفاق في العملية السياسية.
و لكن البعض يخلط بين مفهومي السياسة والدين, حيث يدعي البعض بأن السياسة الحزبية هي نفسها الدين, وهنا يقع المحظور وتحدث الاهانة للدين, حيث تم استعماله فيما هو ليس له, ويتم التلاعب بمشاعر الناس من الناحية الدينية, فالواجب أن يكون الدين السقف العالي الذي يحيط بالدولة, و هذا معنى أن تكون المرجعية الدينية للدستور المصري للدين الإسلامي.
وقد فسر جمعة ذلك المعنى في أطار قضية الشذوذ الجنسي, فإذا طالب شخص ما بالسماح بممارسة الشذوذ الجنسي حيث أنه أصبح من حريات الأفراد, فيأتي هنا دور السقف العالي الذي يحيط بالدولة بكل جوانبها, والذي يمنع مثل هذه الحريات الفاسدة, وبالرجوع إلى الدين الإسلامي فإننا نجد أنه يحرم مثل هذه الموبقات فلا يتم تشريع لقوانين لمثل هذه الحريات, و ذلك بالرغم من جواز تلك التشريعات في بعض دول العالم وذلك بسبب عدم اتخاذهم سقف لدساتيرهم يتوقفون عنده ولا يتعدوه.