تخلى باسوكي تجاهاجا بورناما حاكم العاصمة الأندونيسية جاكرتا عن نيته الطعن في قرار قضائي بسجنه عامين إثر إدانته بتهمة "الإساءة للإسلام". وأعلنت زوجته "فيرونيكا تان" وفريق دفاعه، أنهم تخلوا عن الطعن المقدم ضد قرار المحكمة بعد مشاورات أجروها، دون الإعلان عن الأسباب. وأكدت "جوزفينا سيوكور"، إحدى فريق الدفاع عن بورناما، ما أعلنته تان بخصوص الطعن في الحكم. وفي 9 مايو الحالي، أصدرت محكمة في جاكرتا حكما بالسجن لسنتين على بورناما، وهو مسيحي الديانة ومعروف بلقب "أهوك"، لإدانته بتهمة "الإساءة للإسلام". كان بورناما خسر محاولته للفوز بفترة جديدة في جولة الإعادة التي أجريت في أبريل الماضي بفارق كبير لصالح منافسه المسلم أنيس باسويدان. وسيسلم بورناما السلطة إلى باسويدان في أكتوبر، لكن حتى ذلك التاريخ سيتولى مساعده جاروت سايفول هدايت مهام حاكم العاصمة. وبورناما هو أول حاكم من أصل صيني لجاكارتا وأول حاكم مسيحي لها منذ 50 عاما، وكان قد دعا سكان العاصمة في سبتمبر الماضي إلى أن لا "ينخدعوا بمن يستخدمون القرآن" للفوز عليه في الانتخابات، وهو ما اعتبره ناشطون تصريحا "مسيئا" للقرآن، وتسبب بخروج العديد من المظاهرات الغاضبة ضده. ورغم اعتذار أهوك عدة مرات قائلا إن تصريحاته "أُسيء فهمها"، إلا أنه أحيل للمحاكمة. وجرى تنصيب "أهوك" حاكما لجاكارتا خلفاً ل"جوكو ويدودو" في 2014، بعد تولي الأخير رئاسة البلاد، وفاز "ويدودو" بمنصب حاكم جاكرتا في انتخابات 2012 المحلية، وكان "أهوك" نائباً له. تجدر الإشارة إلى أن نسبة الصينيين في إندونيسيا لا تتجاوز 1.2%، ويتمركز 22.3% منهم في العاصمة، في حين تقدر نسبة المسيحيين في البلاد ب10%، ينتمون لقوميات مختلفة، ويدين 11% من سكان جاكرتا بالمسيحية، بينما الغالبية العظمى من المسلمين.