يترقب العالم بشغف القمة العربية الإسلامية الأمريكية المقرر إقامتها في الرياض 21 مايو ، يوم زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التاريخية للمملكة، فهذه ستكون هذه أول زيارة لرئيس أمريكي إلى دولة عربية أو إسلامية في أول زيارة خارجية له. وبدوره ، أعرب العاهل السعودي الملك سلمان عن أمله في أن تؤسس هذه القمة التاريخية بين الدول العربية والإسلامية لإستراتيجية جديدة في مواجهة التطرف والإرهاب ونشر قيم التسامح والتعايش" مع تعزيز الأمن. وقد بدأت المملكة، بتوجيه الدعوات إلى القادة العرب لحضور المؤتمر ، وسلم المسؤولين السعوديين الدعوات لكل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس وزراء باكستان نواز شريف، والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، والرئيس العراقي محمد فؤاد معصوم، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والجزائري عبد العزيز بوتفليقه، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وقابوس بن سعيد سلطان عُمان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس جمهورية النيجر محمدو ايسفو، إضافة إلى رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة. ومن المتوقع أن تتواصل الدعوات السعودية خلال الأيام القادمة إلى قادة عرب ومسلمين آخرين لحضور هذه القمة. اجتماعات كبرى وكالة "فرانس براس" أوردت في هذا السياق تقريرا ، أكد فيه أن هذه القمة ستشهد 3 اجتماعات كبرى لترامب في أول زيارة خارجية له مع كبار المسؤولين السعوديين ثم مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي وأخيرا مع قادة وزعماء العالم العربي والإسلامي. ووسائل إعلام سعودية، قالت إن القمة العربية الإسلامية – الأمريكية في الرياض، ستكون مسبوقة بثلاث قمم، إذ سيعقد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز قمة على انفراد مع الرئيس الأمريكي. ويتوقع أن تركز القمة السعودية الأمريكية على تعميق العلاقات الثنائية، والتوصل إلى عدد من مذكرات التفاهم للتوقيع عليها في وقت لاحق بواشنطن. أما القمة الثانية، فستجمع الرئيس ترامب بقادة دول الخليج العربية، إذ يتوقع أن تناقش ملف العلاقات ومواجهة السلوك العدواني لإيران في المنطقة، وسبل ردعها، ووقف تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول الجوار العربي، فضلًا عن ملف مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة. وفي القمة الثالثة، يتوقع أن تُناقش القمة الإسلامية – الأمريكية ملف "الكراهية"، كما سيستمع القادة لخطاب يوجه من خلاله الرئيس دونالد ترامب رسالة للمسلمين حول العالم، مفادها أن الولاياتالمتحدة "لا تقف ضد الإسلام". وكان لافتاً حديث وسائل الإعلام السعودية، عن عقد قمة ثلاثية تضم كلا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على هامش زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة، ولا يعرف هل سيعقد هذا اللقاء قبل أو بعد القمة العربية الإسلامية الأمريكية؟. وتأتي هذه القمة في محاولة من الرئيس الأمريكي للرد على اتهامه بتأجيج الإسلاموفوبيا ، حيث أكد مساعدو ترامب أن قرار الرئيس الأمريكي بزيارة المملكة العربية السعودية هو محاولة لإعادة العلاقات مع العالم الإسلامي، بعد سنوات من التوتر بين واشنطنوالرياض بسبب سياسة الرئيس الأمريكي السابق أوباما تجاه الشرق الأوسط . القمة الغامضة نظرا لأهمية هذه القمة التاريخية، قام المحللون السياسيون بتقديم توقعات وتحليلات لشرح أسباب انعقاد القمة، ومن ضمنهم الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة صحيفة "المصري اليوم"، الذي قال إن إيجاد آليات واضحة للحرب على الإرهاب سيكون جزءًا مهمًا القمة الإسلامية الأمريكية المقرر عقدها في الرياض. وقال سعيد، خلال لقاء تليفزيوني مع برنامج "بتوقيت القاهرة"، إن "أجندة القمة يحيط بها قدر من الغموض، وحتى الآن لا نعرف من سيأتي إلى العشاء، ولا نعرف أجندة القمة ولا من سيحضرها ولا مدتها، والأرجح أن جدول ترامب لا يسمح إلا بيوم وليلة". وأوضح سعيد أن "هذا يعني أن القمة ستكون حدثًا لإعلان موقف معين أكثر من كونها عملية تفاوض"، مرجحًا أن يكون الهدف من القمة إعلان وحدة عالمية بين العالم الإسلامي وأمريكا ضد الإرهاب. وأشار السعيد إلى أن هدف ترامب من إعلان زيارته للسعودية والفاتيكان وإسرائيل، أن يوجه رسالة مفادها أنه ليس لديه عدواة مع الديانات الإبراهيمية ومن بينها الإسلام. كما أن الرئيس الأمريكي يريد أن يصيغ علاقته بالعالم الإسلامي، وأيضًا يحاول تقديم القمة باعتبارها إنجازًا عالميًا لمواجهة الزلزال السياسي الذي يتعرض له داخل الولاياتالمتحدة في ظل تحقيقات حول علاقات بين روسيا وحملته الانتخابية. وقال المفكر السياسي، إن الشرق الأوسط في حالة ضعف شديدة جعلت منه غولاً يهدد استقرار العالم، لذا فإن القمة ستجعل من مكافحة الإرهاب موضوعها الرئيس لكنها لن تغفل القضية الفلسطينية. ومن جانبه قال جواد حمد، الخبير الاستراتيجي، إن القمة العربية الإسلامية الأمريكية، ستشهد البحث في الضغوط الأمريكية المباشرة على بعض الدول الإقليمية التي تدعم التنظيمات الإرهابية. وأضاف "حمد" خلال مداخلة عبر سكايب مع فضائية "إكسترا نيوز"، أن المناقشات في القمة ستتطرق إلى ملف الإرهاب وأزمات الإقليم، بالإضافة إلى الحديث عن سبل تعزيز التعاون الاقتصادي، مؤكدًا أن ملف إيران وتدخلها في المنطقة سيحظى باهتمام محدود؛ ذلك لأن الجانب الأمريكي ليس لديه تصورات واضحة حول التعامل مع طهران، وسط العقوبات القانونية التي تحيل دون توسع الولاياتالمتحدة في توقيع عقوبات اقتصادية على إيران. وأوضح أن الاتفاقيات السابقة بين طهران والإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، تشكل معوقات أمام "ترامب" في وضع سياسة محددة ضد إيران. وفي ذات الصدد قال حاتم الجمسي، المحلل السياسي، إنه ليس من المتوقع أن تخرج القمة العربية الإسلامية الأمريكية ، بقرارات فاعلة إزاء أزمات المنطقة والأوضاع المأساوية التي تشهدها عدة دول في الإقليم. وأضاف "الجمسي" في ، تصريحات تلفزيونية ، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيعمل على الاستماع إلى وجهات نظر الدول العربية والإسلامية، لمحاولة التعاون مع تلك الدول لإيجاد حل سياسي لأزمات المنطقة. وأشار إلى أن الدول العربية ستجدد مطالبتها خلال القمة من الولاياتالمتحدة بوقف دعمها للدول الراعية للمنظمات الإرهابية. وجدير بالذكر أن هذة القمة تعيد إلى الأذهان خطابا وجهه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بداية حكمه إلى العالم الإسلامي من جامعة القاهرة، في محاولة لإصلاح علاقات الولاياتالمتحدة مع العالم الإسلامي بعد أن تضررت بشدة في عهد الرئيس السابق جورج بوش الذي أمر بغزو أفغانستان والعراق.