قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية: إن الفتاوى الشاذة أثّرت على المجتمع كله ولم تقتصر على دول معينة. وأضاف علام، فى كلمته بندوة كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، بعنوان "الفتاوى الشاذة وأثرها على المجتمع"، أن الفتوى لها أصول وضوابط ومبادئ لا بد من الحفاظ على أصولها، وإلا كنا أمام شيء آخر وهو الشيء الشاذ فهى التى تصدر بالمخالفة لما سبق. وأشار إلى أن ضوابط الفتوى باعتبارها علمًا وفنًّا وصنعة لا بد لها من متخصص، إدراك مصادر الفتوى وهى القرآن الكريم والسنة النبوية والأدلة الشرعية التى شهد لها القرآن والسنة بحجيتها من الإجماع والقياس والأخذ بأقل ما قيل والاستحسان. وأوضح أنه لا يمكن لأحد أن يحصِّل العلم فى فترة وجيزة، كما قال الشيخ الغزالى: "طالب العلم يشترى الكتاب يوم السبت ويقرؤه الأحد ويفتى الإثنين"، منوهًا بأن هذه مصيبة نعيشها فى حياتنا، ولا أحد يصبر على تحصيل العلم، وأنه لا بد من لقاء الأساتذة والشيوخ، فإننا لما كنا نلتقى مشياخنا كنا نتعلم منهم أثناء الكلام وأثناء الصمت، منوهًا بأن الأصوليين استخلصوا أحكامًا من تعبيرات وجه النبي. وأكد أن أصحاب الأغراض الخبيثة يبثون أفكارهم عبر الإنترنت ولهذا انتشر الإلحاد فهناك آلاف الأخبار والمعلومات غير موثقة تم وضعها لتشويه فكر الشباب المسلم، مناشدًا طلاب أصول الدين بالأزهر أن يواجهوا مثل هذه الأفكار ويحاربوها بالأفكار الصحيحة الوسطية. وأوضح أنه بغير إدراك الواقع فى الفتوى تخرج غير صحيحة؛ لأن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، كما أنه لابد من إدراك المقاصد الشرعية وكيفية تطبيق الحكم الشرعى على ما نعيشه فى الواقع. وأضاف أن الإمام مالك سئل فى 40 مسألة فأجاب عن 36 منها ب"لا أدري"، منوهًا بأن هناك شقًّا كبيرًا فى مهام المفتى، وهو: متى يسكت عن الفتوى، ومتى يقول: لا أدرى؛ لأنها فى بعض الأحيان تكون هى الإجابة. وذكر بعض الفتاوى الشاذة وهى فتوى صلاة الفجر حيث ادعى البعض أنه يؤذن المؤذن لها قبل وقتها الحقيقى ب25 دقيقة، والحقيقة هذه مشكلة لأنه إذا كنا سنصلى فى وقت غير وقت الصلاة فتكون باطلة، وهذا تشكيك فى صلاتنا طوال عمرنا، والمسألة جاءت من سيد قطب عندما تكلم عن قول الله "وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود" وتصدَّى لهم الشيخ جاد الحق على جاد الحق، وأكد أن ما ذهبوا إليه خطأ محض وأننا على الصواب.