القدس المحتلة: ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية الأحد أن جيش الاحتلال الاسرائيلي بدأ بوضع خطة لنقل مسئولية أمن بعض المناطق في الضفة الغربية بما فيها رام الله الى قوات الأمن الفلسطينية. ونقلت "صوت روسيا" عن الصحيفة أن إعداد هذه الخطة يأتي بأوامر من وزارة الحرب الاسرائيلية لكن إقرارها سيتطلب موافقة الحكومة والقيادة المركزية للجيش. وأضافت "جيروزاليم بوست" أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد طالب اسرائيل بنقل مسئولية أمن المدن الفلسطينية الكبرى الى القوات الفلسطينية، ووقف نشاط جيش الاحتلال الاسرائيلي فيها، وهذا ما يطالب به أيضا الرئيس الأمريكي باراك أوباما. يذكر ان أحدى المناطق التي يدرس الجيش نقل مسئوليتها الى القوات الفلسطينية هي منطقة رام الله التي من المقرر ان تضم أيضا بيتونيا والبيرة وبير زيت، على الرغم من أن أجزاء من هذا الأراضي تدرجها اتفاقية أوسلو في قائمة مناطق (ب)، التي من المقرر أن تبقى تحت السيطرة الاسرائيلية حتى عقد الاتفاق النهائي بن الطرفين. ونقلت الصحيفة عن ضباط رفيعي المستوى أن جيش الاحتلال الاسرائيلي قلص من عدد عملياته العسكرية في منطقة رام الله في هذه الايام، لأن القوات الفلسطينية حققت نجاحات ملموسة في إزالة البنية التحتية "للارهابيين". أما بير زيت، فيخشي بعض المسئولين الاسرائيليين من أن نقل مسئوليتها الى السلطة الفلسطينية قد يؤدي الى تعزيز البنية التحتية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في هذه المدينة. وأضاف الضباط: " أن مواقف حركة حماس في منطقة رام الله تراجع بشكل ملحوظ في الاونة الأخيرة"، مشيرين الى أن عناصر حماس تنشط اليوم في أغلبية الأحيان في المناطق القروية وليس في المدن الكبرى. يذكر ان مصادر في الحكومة الإسرائيلية كانت قد حذرت السلطة الفلسطينية من اعلان الدولة سواء كان عن طريق مجلس الامن او احادي، مشيرة الى ان ذلك قد يدفع تل أبيب الى خيارات أحادية مقابلة، عبر إعادة إحياء خطة "الانطواء" التي طرحها رئيس الوزراء الاسبق ارييل شارون. واكدت مصادر فلسطينية مسئولة ورفيعة المستوى ان "اسرائيل لن تنسحب بأي حال من الاحوال الى خطوط الرابع من يونيو/ حزيران ولن تتخلى عما اسمته مسئولياتها الامنية في الضفة من خلال السيطرة على طول الحدود مع الاردن، أي منطقة الاغوار التي تشكل نحو 40 في المئة من مساحة الضفة الغربية، وكذا مرتفعات الضفة الغربية التي تشكل مواقع استراتيجية بالاتجاهين شرقا نحو الحدود مع الاردن، وغربا". واضافت "ان عدم قبول الفلسطينيين هذا العرض يعني ان اسرائيل ستقوم بتنفيذه على الارض من جانب واحد". وتأكيداً على ما قالته المصادر الفلسطينية، نقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر حكومية اسرائيلية قولها إن الطبقة السياسية الحاكمة في تل ابيب وفي دوائرها الضيقة من صناع القرار بدأت تبحث عما تسميه الحاجة الإسرائيلية إلى بلورة خطة أحادية الجانب، تهدف الى إعادة انتشار قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.