أنقرة: رحب وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الجمعة في أنقرة ب"الخطوة المهمة" المتمثلة بتقديم روسيا مشروع قرار في الأممالمتحدة حول سوريا و"بالروح القيادية" لتركيا لإنهاء القمع الذي تمارسه السلطات السورية. ونقل راديو "سوا" الامريكي عن بانيتا خلال مؤتمر صحفي قوله :"إنها لخطوة مهمة إن تشير روسيا إلى استعدادها للعمل داخل الأممالمتحدة في الجهد الرامي إلى زيادة الضغط على سوريا" معتبرا في الوقت عينه انه "لا يزال هناك الكثير للقيام به". وأضاف بانيتا "يبدو واضحا بالنسبة لي على ضوء تطور الموقف الروسي أن المجتمع الدولي في طور الاتحاد ليقول لسوريا ولنظام الأسد إننا لم نعد نستطيع التسامح لوقت أطول حيال أعمال القتل وانتهاكات حقوق الإنسان الدائرة حاليا في سوريا". هذا وقد قدمت روسيا التي كانت حتى الآن العائق الأساسي في مجلس الأمن أمام صدور قرارات تدين النظام السوري مشروع قرار يدين العنف الممارس من "كل الأطراف بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة من جانب السلطات السورية". كذلك أشاد وزير الدفاع الأمريكي بالموقف المتقدم لتركيا في الملف السوري. وكانت أنقرة، الحليفة السابقة لدمشق انضمت لجهود الجامعة العربية في اتجاه فرض عقوبات على سوريا. وخلال لقاءاته مع نظيره عصمت يلمظ والرئيس التركي عبد الله غول، لفت بانيتا إلى انه لاحظ تطابقا في وجهات نظر تركيا والولايات المتحدة حيال ضرورة مواصلة الضغط على النظام السوري لوضع حد للقمع ولتنحي الأسد. ميدانيا قتل أكثر من عشرة أشخاص في أنحاء سوريا الجمعة في تظاهرات المحتجين السوريون ضد نظام الأسد فيما بلغ عدد المتظاهرين أكثر من 200 ألف في شوارع مدينة حمص حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في جمعة "الجامعة العربية تقتلنا" لإدانة جمود الجامعة، فيما افتتح المجلس الوطني السوري المعارض مؤتمرا في تونس. وقال المرصد: "ارتفع إلى عشرة عدد الشهداء المدنيين الذين قتلوا بإطلاق رصاص من قبل قوات الأمن الجمعة سبعة في مدينة حمص وشهيد بريف حماة وشهيد بمدينة سقبا بريف دمشق وشهيد بمدينة جاسم بمحافظة درعا". في هذه الأثناء، يعقد المجلس الوطني السوري الذي يمثل غالبية تيارات المعارضة ضد نظام دمشق، اجتماعا يستمر ثلاثة أيام في تونس. وقال رئيس المجلس برهان غليون إن "الأسد انتهى وسوريا ستصبح ديموقراطية والشعب سيكون حرا أيا كان الثمن". وأكد أنه "يجب توحيد المعارضة لإعطائها مزيدا من القوة. علينا أن ننجز هذا المؤتمر بتنظيم أكبر وتوجهات أوضح ومزيد من الطاقة"، بينما يشارك حوالي 200 من أعضاء المجلس في المؤتمر بحسب مصدر سوري في تونس. وتم استبعاد الصحافيين من الاجتماع الذي يعقد في فندق كبير بضاحية قمرت شمال العاصمة التونسية. ووصل الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إلى مكان الاجتماع حيث استقبله غليون، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكان المرزوقي أكد في مقابلة الجمعة مع قناة فرانس 24، رفضه التدخل الأجنبي في سوريا. ومن المقرر أن يعقد المشاركون في المؤتمر جلسات مغلقة كامل نهاية الأسبوع قبل عقد مؤتمر صحافي الاثنين. ويهدف الاجتماع إلى هيكلة المعارضة لنظام الأسد بهدف العمل على تسريع الإطاحة به "وإنهاء المجازر اليومية" بحسب غليون. ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان روسيا تقديمها قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا. ويشدد مشروع القرار الروسي على النقاط التي يرفضها الأوروبيون والأميركيون، حيث يدين العنف الذي ترتكبه "جميع الأطراف ومن ضمنه الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات السورية"، بحسب المحللين. إلا أن فرنسا كررت الجمعة تحفظاتها على مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا معتبرة أنه "من غير المقبول المساواة بين قمع النظام السوري ومقاومة الشعب السوري". وأعلنت وكالات الأنباء الروسية نقلا عن مصدر في الكرملين الجمعة أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع سيجري في روسيا مباحثات مع المسؤولين الروس بهدف إنهاء الأزمة التي تشهدها سوريا. وقال المصدر الذي لم يكشف هويته "سيتم استقباله في موسكو لأجراء مباحثات جدية". وأضاف "هذه مساهمتنا للتوصل إلى حل للازمة التي تثير بالطبع قلقنا". ومع دخول الاحتجاجات في سوريا شهرها العاشر سارت تظاهرات في مختلف الأنحاء تحت عنوان "الجامعة العربية تقتلنا" ولاسيما قرب دمشق وفي إدلب وفي دير الزور. وكانت الجامعة العربية أعلنت أن اجتماع اللجنة العربية المكلفة الملف السوري سيعقد السبت في الدوحة بعد أن كان مقررا عقده في القاهرة، في حين تم تأجيل اجتماع لوزراء الخارجية العرب كان مزمعا إجراؤه في اليوم نفسه إلى أجل غير مسمى. ويرى المعارضون أن المهل العربية الممنوحة لسوريا قبل اتخاذ إجراءات ضد القمع "تمنح النظام الوقت لقتل المزيد من السوريين". وأفاد المرصد والتنسيقيات المحلية التي تقود التظاهرات على الأرض عن "انتشار أمني كثيف في محيط المساجد" في دوما وكفر بطنا قرب دمشق وحمص وحماة ودير الزور وبانياس واللاذقية. كما أفاد المرصد عن تعرض منطقة اللجاة في محافظة درعا "منذ صباح الجمعة لقصف عنيف بالرشاشات الثقيلة والمدفعية من قبل الجيش النظامي السوري". من ناحية أخرى قالت الأممالمتحدة الجمعة إن أكثر من 4500 سوري فروا من الحملة على التمرد ضد نظام الأسد ولجأوا إلى لبنان، بينهم المئات ممن عبروا الحدود خلال الأسبوعين الماضيين. وذكر التقرير الذي أوردته المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين انه تم تسجيل 4510 سوريين، بينهم نساء وأطفال، في شمال لبنان، بزيادة عن 3798 كانوا قد سجلوا أسماءهم في بداية ديسمبر/كانون الأول.