كشفت دراسة حديثة أنجزها باحثون في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، أن الأطفال يجنون ثمار النشاط البدني من حيث خفض خطر الإصابة بالاكتئاب مثل الشباب والبالغين تماما. ولمعرفة تأثير ممارسة الرياضة على الأطفال، تابع الباحثون حالة 800 طفل في سن السادسة من أعمارهم على مدى 4 سنوات، لكشف العلاقة بين النشاط البدني وأعراض الاكتئاب. ووجد فريق البحث أن ممارسة الرياضة، وخاصة تلك التي ينتج عنها تعرّق، تحمي الأطفال من الإصابة بالاكتئاب. وقال الباحثون إن نتائج دراستهم تشير إلى أن النشاط البدني يمكن أن يستخدم في طرق الوقاية والعلاج من الاكتئاب في مرحلة الطفولة. ونصحوا أولياء الأمور والعاملين في مجال الصحة، بضرورة حث الأطفال على ممارسة النشاط البدني مثل ركوب الدراجة أو اللعب في الهواء الطلق، والحد من مشاهدة التلفزيون وألعاب الفيديو، لحياة صحية أفضل. وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن المراهقين والبالغين الذين لا يمارسون الأنشطة البدنية، ويميلون إلى أنماط الحياة الخاملة مثل مشاهدة التلفزيون وألعاب الكمبيوتر، تزيد من فرص إصابتهم بالاكتئاب. وحذرت دراسة بريطانية حديثة من الزيادة في عدد الأطفال الذين يتناولون أدوية مضادة للاكتئاب في السنوات الأخيرة، بنسبة تصل إلى حوالي 70 بالمئة. كما نبّهت إلى أن نسبة الزيادة تصل إلى عشرة أضعاف في عدد المرضى الجدد الذين لا تقل أعمارهم عن 16 عاما، والذين يصف لهم الأطباء أدوية يمكن تكرارها عندما تنفد. وتنصح منظمة الصحة العالمية الأطفال والشباب بممارسة الرياضة لمدة ساعة على الأقل يوميا، بالإضافة إلى تخصيص الجزء الأكبر من النشاط البدني اليومي للألعاب التي تتمّ ممارستها في الهواء الطلق.وأضافت المنظمة أن ممارسة النشاط البدني تساعد الشباب على نمو العظام والعضلات والمفاصل والقلب والرئتين بطريقة صحية، بالإضافة إلى الحفاظ على وزن مثالي للجسم. وأظهرت دراسة طبية أشرف عليها باحثون من جامعة إلينوي الأميركية أن الأطفال الرياضيين الذين يشاركون بانتظام في ممارسة الأنشطة البدنية يتمتعون بقابلية كبيرة للتعلم وتحقيق النجاح والتفوق خلال الدراسة. وشملت الدراسة 24 طفلا في عمر التاسعة والعاشرة، وتم فحص المخ لدى هؤلاء الأطفال باستخدام نوع معين من أشعة الرنين المغناطيسى. وأوضح الباحثون أن الأطفال الذين يتمتعون بلياقة بدنية ورياضية غالبا ما يمتلكون قدرات عقلية أقوى وأفضل، حيث أظهرت الدراسة أن هؤلاء الأطفال يتمتعون بكميات أكبر من المادة البيضاء في المخ، ومن المعروف أن هذه المادة هي المسؤولة عن الذاكرة والتعلم والتركيز، كما أن مراكز المخ المسؤولة عن هذه الوظائف كانت أكبر حجما لديهم، وهو ما يزيد من قابليتهم للتعلم ويرفع قدرتهم على الاستيعاب. ونبهت الدراسة إلى أهمية الرياضة في تعزيز القدرات العقلية لتلاميذ المدارس، وأهمية إدراج الأنشطة الرياضية والبدنية ضمن يومهم الدراسي.