صدر حديثا عن دار ميريت كتاب " الاقتصاد المصري وثورة الخامس والعشرين من يناير نظرة مستقبلية " للدكتور عادل عبد العزيز أحمد . وقد حرص د. عادل عبد العزيز أن يضع أحد شعارات ثورة 25 يناير في مقدمة كتابه وهو " ارفع رأسك ... أنت مصري " . كما اهدي الكتاب إلي شهداء الثورة قائلا : إلي شهداء الثورة راجيا أن يصفحوا عن الجيل الصامت الذي انتمي إليه .. إلي أخي الصغير أسامة الذي كسر حاجز الصمت وذهب إلي ميدان التحرير .. إلي الجيل الجديد من الاقتصاديين المصريين أملا أن يتعلموا من أخطائنا . حاول الكاتب من خلال فصول الكتاب التسعة من إظهار كيف كانت ثورة يناير ضرورة حتمية للقضاء علي نظام سياسي ظل قابعا علي صدور المصريين قرابة ثلاثين عاما . ثم قدم دراسة مستفيضة عن الملامح الرئيسية للاقتصاد المصري خلال هذه السنوات الثلاثون ، ثم وضح القراءة المتناقضة لتحليلات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أيضا حول أداء الاقتصاد المصري . أما في الفصل الخامس فأبرز الكاتب الحاجة الملحة لإعادة النظر في الاتفاقيات الاقتصادية بين مصر وشركائها الرئيسيين ( الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية ، ثم ألقي الضوء في الفصل السادس علي الوضع الحالي للاقتصاد العالمي الذي يؤثر بدون شك في حاضر ومستقبل الاقتصاد المصري . ومن الفصل السابع حتى التاسع قدم الكاتب رؤية مستقبلية للاقتصاد المصري وذلك من خلال سيناريوهين يتأرجحان بين التشاؤم والتفاؤل ، وعرض بعض الدروس التي يمكن ان يستفيد منها الاقتصاد المصري من تجارب بعض الدول التي مرت بنفس الظروف .ثم يقدم في نهاية كتابه برنامجا اقتصاديا اجتماعيا لمصر بعد الثورة مطلقا عليه "برنامج مصر الثورة الثروة ". وقد اعتبر د.عادل عبد العزيز أحمد، أن ثورة 25 يناير هي سلسلة من الأحداث، ما بين تظاهرات وإضرابات عمالية في الميادين العامة، ثم تدمير لبعض رموز النظام، كمبنى الحزب الوطني الديمقراطي في التحرير وسط العاصمة في القاهرة، ثم مواجهات مع الشرطة، استمرت حتى 11 فبراير، عندما أعلن تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك. ويؤكد الكاتب أن سقوط نظام الرئيس المصري السابق كان ضروريًّا وحتميًّا، ليس لفساده فقط، بل لأنه سحق كل المحاولات الرامية إلى إقامة ديمقراطية حقيقة، كما أنتج هذا النظام نموذجًا اقتصاديًا يتصف من ناحية بتنمية اقتصادية واجتماعية غير متوائمة مع احتياجات السواد الأعظم من الشعب، وفق جريدة "البيان" . وبالإضافة إلى ذلك شهد عصر مبارك حالة غير مسبوقة من النهب الجماعي لثروات مصر، بوساطة الطبقة الحاكمة، من خلال ممارسة سياسات حكومية قائمة على ممارسات احتكارية غير شرعية، وتبديد بطريقة تعمدية لقطاعات معينة من الاقتصاد المصري، مع تفشي الفساد لأعلى مستوى في الدولة.ويشرح الباحث احمد في كتابه، كيف أن مصر، مثلها مثل دول عربية أخرى، شهدت تزاوجًا بين السلطة والثروة.