بغداد: أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الخميس تصميم الجامعة على عقد القمة العربية المقبلة في بغداد. وأكد العربي دعمه لرؤية العراق وتأييده لتحقيق التغيير المطلوب عربيًا في إطار سلمي، وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالي في بغداد لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة العربية. وأشار العربي إلى أنه يعود إلى بغداد الآن بعدما درس في جامعاتها خلال فترة الستينات، موضحا أن زيارته تهدف إلى التشاور مع المسئولين العراقيين حول ما يحدث في الوطن العربي، معبرا عن الأمل في استجابة الحكومات لهذه المطالب. وقال إنه تحدث مع المالكي عن الربيع العربي وقضايا فلسطين والقمة وسوريا والمبادرة العربية حولها، موضحا أن المبادرة تهدف إلى وقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين وإجراء إصلاحات سياسية تلبي طموحات الشعب السوري. ولفت إلى أن مباحثاته حول سوريا تنطلق من قدرة العراق على إقناع الحكومة السورية بقبول المبادرة العربية وإرسال مبعوثين عراقيين إلى دمشق لهذا الغرض. وأشار إلي أنه استلم ردا جديدا من سوريا، تقترح فيه توقيع بروتوكول المبادرة في مكان ثالث غير دمشق والقاهرة، وقبول مراقبين عرب، موضحا أن هذا الأمر سيعرض على اجتماع قريب لوزراء الخارجية العرب، الذين وافقوا على قرار العقوبات ضد سوريا. وعبر العربي عن اعتقاده بأن ما يحدث في سوريا لم يصل إلى مرحلة الحرب الأهلية، مشيرا إلي أن إرسال المراقبين يهدف إلي معرفة حقيقة الوضع على الأرض ووقف العنف. وأضاف العربي أن المفهوم العام للعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا تعتبر بطبيعتها "مؤقتة"، وأنها ستتوقف بعد توقيعها على البروتوكول الخاص ببعثة المراقبين. وقال إن الوضع في سوريا شديد الخطورة، ما يستدعي التعامل معه بوسائل مناسبة بما لا يسمح بتحول ربيع سوريا إلى شتاء. ومن جانبه، شدد رئيس الوزراء نوري المالكي على أن العراق مستعدة لاستضافة القمة العربية في مارس/ آذار المقبل، داعيا إلى تحقيق أهداف الشعوب من دون عنف أو حروب، في إشارة إلى الأوضاع السورية. أكد المالكي على وقوف العراق إلى جانب حق الشعوب في المطالبة بحريتها وتحقيق كرامتها، في إشارة إلى انتفاضة الشعب السوري، داعيا في الوقت نفسه إلى اتباع أساليب تحقق أهداف الشعوب من دون اللجوء إلى الحروب والعنف. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع العربي، أعلن زيباري أن العراق يجري اتصالات مع الحكومة والمعارضة السورية من أجل الجلوس على مائدة حوار وتنفيذ المبادرة العربية، مضيفا أن القرار العراقي يهتم بمصلحة الشعب السوري. وأضاف أنه بحث مع العربي قضايا القمة العربية وسوريا وفلسطين، مؤكدا دعم العراق للمبادرة العربية بخصوص الأوضاع في سوريا لمنع أي تدخل أجنبي في شئونها. وأكد وقوف العراق مع حريات الشعوب العربية ورغبتها في التغيير، ولذلك فإن العراق فتح اتصالات مع المعارضة السورية، كما إن له اتصالات جيدة مع الحكومة السورية للقيام بدور مسئول لتنفيذ المبادرة وعقد لقاء حوار بين الطرفين حقنا للدماء. وأوضح زيباري أن العراق تحفظ على قرارات الجامعة بفرض عقوبات على سوريا، بسبب الموقع الجغرافي للبلدين الجارين والعلاقات الاقتصادية الواسعة بينهما، ووجود جالية عراقية كبيرة في سوريا. وأكد عدم تأثر القرار العراقي في هذا الصدد بأي ضغوط إيرانية، مشددا على استقلالية القرار العراقي. وأكد أن الجامعة العربية لم تتصرف بانتقائية تجاه ما يحدث في البحرين واليمن وسوريا، مذكرا بأنها عبرت عن قلقها لما يحدث في البحرين حيث قبلت حكومتها قيام لجنة عليا للتحقيق في ما يجري هناك وأصدرت تقريرا يؤكد وجود انتهاكات لحقوق الإنسان. وبالنسبة لليمن، قال أن الجامعة العربية لم تتدخل في موضوعها بطلب من مجلس التعاون الخليجي نظرا إلى أنه طرح مباردة للحل، وقد نجحت في تشكيل حكومة وفاق وطني. يذكر أن العقوبات الإقتصادية العربية على سوريا دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من الإثنين الماضي، حيث إن المقاطعة الاقتصادية تقررت بقرار من الإجتماع الوزاري العربي وهي سارية، ولم تتوقف.