تدنيس مسجدين في ماليزيا برؤوس خنازير ومخاوف من صراع طائفي مخاوف من اندلاع صراعات طائفية في ماليزيا كوالالمبور: كشفت الشرطة الماليزية اليوم الأربعاء عن تدنيس مسجدين بالعاصمة كوالالمبور برؤوس الخنازير ، في تدهور جديد للعلاقات المتوترة بين الأغلبية المسلمة وبين الأقليات الكبرى في البلاد مثل المسيحية والهندوسية والبوذية . وقال قائد الشرطة موسى حسن إنه تم العثور على رؤوس ثلاثة خنازير مقطوعة وموضوعة امام مسجد تمان داتو هارون، ومسجد الامام الترمذي في ضاحية كوالالمبور. وأضاف" اعتقد ان المجموعة المتورطة في هذا العمل هي من ارتكب الاحداث السابقة ، فهم يسعون إلى اشعال التوترات الطائفية مجددا". حذر موسى حسن من يقفون وراء هذه الاعمال بالقول"لا تلعبوا بالنار، لن اساوم على امن البلاد". وشهدت الأسابيع الماضية تعرض 11 كنيسة ومدرسة كاثوليكية ومعبد للسيخ ومسجدين ومصليين لهجمات، إما بإضرام نار أو عمليات تخريب على خلفية السماح للمسيحيين باستخدام لفظ الجلالة "الله". وكانت الأزمة تفجرت بعد أصدرت محكمة ماليزية مطلع العام الجديد قرارا يسمح للمسيحيين باستخدام لفظ الجلالة (الله) للإشارة إلى رب المسيحيين ، معتبرا الحظر الذي كانت تفرضه الحكومة على استخدام غير المسلمين للكلمة غير قانوني . وجاء القرار بعد أن رفعت صحيفة "كاثوليكية" دعوى العام الماضي ضد الحكومة بسبب الحظر الرسمي المفروض على استخدام الكلمة ، وذكرت صحيفة "كاثوليك هيرالد" أنها ترغب في استخدام اسم (الله) للإشارة إلى رب المسيحيين بهدف خدمة المسيحيين الناطقين بلغة الملايو في جزيرة بورنيو . وفيما اعتبر المسيحيون الحكم انتصارا لحرية الأديان في البلاد ذات الأغلبية المسلمة ، شككت بعض الجماعات الاسلامية في دوافع الكنيسة الكاثوليكية وأعربت عن اعتقادها بأن تلك الخطوة ما هي إلا غطاء لتشجيع المسلمين على التخلي عن الإسلام واعتناق المسيحية ، حيث يشكل المسيحيون حوالي 10 بالمائة من سكان ماليزيا. وترى الحكومة أن استخدام الكلمة العربية ربما يثير حساسيات المسلمين الذين يمثلون 60 في المائة من تعداد السكان ، وأصرت على أن لفظ الجلالة هي الكلمة الإسلامية التي ينبغي أن يقتصر استخدامها على المسلمين فقط ، وأوضحت أن استخدامها من قبل الديانات الأخرى يمكن أن يكون مضللا. ويبلغ عدد سكان ماليزيا حوالي 28 مليونا وفقا لتقديرات عام 2007، ويتألفون من مجموعات متعددة عرقيا، ودينيا، وثقافيا ويشكل الملايو أو السكان الأصليون 66%، والصينيون 26%، والهنود 7% ، بينما لا تتعدى المجموعات العرقية الأخرى 1% من عدد السكان. وتدين الغالبية العظمى من الملايو بالإسلام، أما الصينيون فيتوزعون بين البوذية والكونفوشيوسية ، ويدين الهنود بالهندوسية ، بينما تدين نسبة قليلة من الصينيين والهنود بالإسلام أو المسيحية ، إلى جانب المعتقدات الروحانية السائدة في ولايتي صباح وسراواك بجزيرة بورنيو ومناطق سكان الغابات الأصليين. واللغة الرسمية هي الملايو وتستخدم الإنجليزية كلغة ثانية ، بينما تتحدث كل قومية بلغتها الخاصة ، ويسمح لها باستعمالها في التعليم العام ، ووسائل الإعلام المختلفة. مع دخول الإسلام إلى ماليزيا ، تأثرت لغة الملايو بالعربية بشكل كبير وتجلى ذلك في استخدام الحرف العربي بدل الرموز التي كانت مستخدمة في الكتابة الملايوية ، حيث استخدم الماليزيون الكتابة العربية في شكلها المعروف بالخط الجاوي نسبة إلى جزيرة جاوا الإندونيسية التي منها انتشر الإسلام في أرخبيل الملايو.