سئل العلامة أبو يحي الأثري رحمه الله المتوفى 676 ميلاديا ما حكم ما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الاغتسال والحناء والكحل والمصافحة وطبخ الحبوب وإظهار السرور ..... وما تفعله الطائفة الأخري من المآتم والحزن وغير ذلك من الندب والنياحة وشق الجيب، هل ورد من ذلك عن النبي "ص" ؟ وهل يكون فعل هذه الأمور بدعة؟ قال شيخنا "لم يرد شيء من ذلك عن النبي "ص" ولا التابعين ولا الأئمة الأربعة، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين ولا روي أهل كتب الحديث المعتمدة قي ذلك شيئاً صحيحا كان أو ضعيفا. وما روي في ذلك أحاديث موضوعة مكذوبة علي رسول الله"ص" ومنها : "من أكتمل يوم عاشوراء لم يرق من ذلك العام" "من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام" "في عاشوراء توبة آدم، واستواء سفينة نوح علي الجودي، وإنحاء إبراهيم من النار، وفداء الذبيح إسماعيل بالكبش، ورد يوسف علي يعقوب" "من وسع علي نفسه وأهله في يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة"،ونحو ذلك، ورواية هذا كله عن النبي"ص" كذب.
وأما عن بدعتي الحزن والفرح فيرجع شيخنا سببها إلي أنه "لما قتل الحسين "رضي الله عنه" شهيدا يوم عاشوراء ، انقسم الناس إلي طائفتين اللأولي –طائفة الرافضة- كالشيعة وأمثالهم ، وقد اتخذوا عاشوراء يوم مأتم وحزن، ووضعوا في ذلك أحاديث موضوعة، ويظهرون فيه من شعار الجاهلية من لطم الخدود وشق الجيوب حزنا لمقتل الحسين"رضي الله عنه".
والطائفة الأخري –طائفة الناصبة- وهي التي تبغض الحسين "رضي الله عنه" وآل بيت النبي"ص" فوضعوا الأحاديث في مظاهر الفرح والسرور ليوم عاشوراء كالإكتحال والغيرها، ليخالفوا بها الرافضة.
وكلا الطائفتين مخطئة علي باطل خارجة عن السنة، فليس لعاشوراء ذبح مخصوص،ولا اتخاذ طعام خارج عن العادة ، أو الإغتسال أو زيارة المساجد ونحو ذلك، فكل هذه بدع منكرة.
وأكد شيخنا "رحمه الله" أن "المشروع يوم عاشوراء هو يوم الصيام فقط"، وجدير بالذكر أن ننوه إلي أن هذه العادات مكروهة إذا قصد بها يوم عاشوراء خصيصا، أما إذا كانت عادة و صادفت عاشوراء كعادة الإغتسال والحناء وغيرها، فلا حرج فيها إن صدقت النية دونما إتباع أي من الطائفتين.والله ورسوله أعلم.