جاءت القمة التاريخية بين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، التى عقدت الأسبوع الماضى فى المقر البابوى بعد فترة تجميد للحوار بين الأزهر والفاتيكان دامت خمس سنوات، وتقديراً لهذه الزيارة أهدى البابا "فرانسيس" الإمام الأكبر قلادة الرحمة مزينة بغصن الزيتون رمز السلام، بحثا عن المشترك وبعيدا عن الخلافات. مبادرة الإمام الأكبر حدث تاريخي فلأول مرة يزور شيخ الأزهر الفاتيكان ويعقد لقاء قمة مع البابا فى المقر البابوي وهو ما لاقى ترحيباً عالمياً واسعاً، بعد أن كانت العلاقات قد ساءت بين الأزهر والفاتيكان ووصلت حد القطيعة عقب تصريحات البابا السابق "بنديتكت السادس عشر"، حول حادث كنيسة القديسين فى الأسكندرية عام 2011. وفي حضور ما يقرب من 15 شخصية إسلامية رفيعة المستوى، استقبل البابا فرنسيس بقصر الرسولي بالفاتيكان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والوفد الذي رافقه وعلى رأسه الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف. كما رافق شيخ الأزهر الدكتور محمود حمدي زقزوق عضو المجلس الأعلى لعلماء الأزهر ورئيس مركز الحوار بالأزهر الشريف، والدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والسفير حاتم سيف النصر سفير مصر لدى الكرسي الرسولي، وإلى جانب البابا فرنسيس حضر حضر اللقاء من الفاتيكان، الكاردينال جان لويتوران رئيس المجمع الحبري للحوار بين الأديان، والكاردينال أيوزوسكرتير المجمع. وأعقب لقاء القمة جسلة حوارية ترأسها من الأزهر الدكتور عباس شومان وكيل الازهر الشريف، وشارك فيها الدكتور محمود حمدى زقزوق، رئيس مركز الحوار بالازهر والدكتور محى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ومن الفاتيكان "الكاردينال جان لوى توران، رئيس المجلس البابوى للحوار، وذلك لمناقشة إعادة تفعيل لجان العمل المشتركة بين الازهر الشريف والفاتيكان. وفي الاجتماع الذي استمر لمدة 30 دقيقة، بين البابا وشيخ الأزهر اتفق الطرفان على فتح صفحة جديدة للعلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية وجامعةالأزهر، فيما تناول اللقاء عددت موضوعات هامة فى مقدمتها مكافحة الإرهاب، ووضع المسحيين فى الشرق الأوسط وحمايتهم. كما أكد الطرفان على أهمية تفعيل الحوار وطرح رؤى جديدة تترجم رؤية الأديان في إقرار الرحمة والمحبة وتوظيف دور القادة الدينيين في تلك المرحلة، كما تم وضع معالم لتفعيل دور الأزهروالفاتيكان على المستوى العالمي، وبعد لقاءه بالبابا فرنسيس غادر الإمام القصر الرسولى بعد اجتماع مع الكاردينال توران والمطرانأيوزو سكرتير المجلس الحبري للحوار بين الأديان. وقال بابا الفاتيكان خلال اللقاء لدينا رسالة مشتركة وهى رسالة السلام والتسامح والحوار الهادف، وأن العالم يعلق آماله على رموز الدين وعلمائه ورجاله، ويقع على المؤسسات الدينية العالمية مثل الأزهر والفاتيكان عبء كبير فى إسعاد البشرية ومحاربة الفقر والجهل والمرض. ومن جانبه قال الدكتور احمد الطيب فى تصريحات له عقب اللقمة، "إننا نحتاج إلى مواقف مشتركة يدًا بيد من أجل إسعاد البشرية، لأن الأديان السماوية لم تنزل إلا لإسعاد الناس لا إشقائهم"، مؤكداً ان الأزهر يعمل بكافة هيئاته على نشر وسطية الإسلام ويبذل جهوداً حثيثة من خلال علمائه المنتشرين فى كل العالم من أجل إشاعة السلام وترسيخ السلام والحوار ومواجهة الفكر المتطرف. وقال الدكتور عباس شومان وكيل المشيخة، فى تصريح له على هامش اللقاء إن الطيب وفرنسيس اتفقا على عودة الحوار مرة أخرى بين الأزهر والفاتيكان لمواجهة التطرف والإرهاب، بعد انقطاع دام خمس سنوات، حيث تم الاتفاق على عقد مؤتمر عالمي يجمع المسلمين والمسيحيين لتبني رؤية موحدة لعلاج القضايا الملحة، وتنسيق الجهود لتعود العلاقات أقوى مما كانت عليه قبل توقف الحوار قبل خمسسنوات. وقال الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين لمجمع البحوث الإسلامية عضو الوفد المرافق لشيخ الأزهر فى تصريحات عقب لقاء القمة، إن هذه الزيارة جاءت في مرحلة تاريخية مهمة حيث يتعطش العالم إلى السلام والتعايش بين الشعوب لأجل مواجهة الإرهاب، وبعدفترة تجميد للحوار بين الازهروالفاتيكان. وكانت بداية نشوب الأزمة بين الأزهر والفاتيكان عندما ألقى البابا السابق بندكت ال 16 خطابا في عام 2006 ربط فيه بين الإسلام والعنف، وبدأت اتصالات جديدة بين الجانبين، فى 2008 استمرت حتى نشوب الأزمة الجديدة عام 2011 التي أدت إلى تجميد العلاقات بين الأزهر والفاتيكان، بعدما أدان الأخير تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية وقتل فيه 32 مصريا، ودعا لحماية المسيحيين الأقباط في مصر. ومع وصول فرانسيس لكرسي البابوية، تجددت الاتصالات، وأجرت وفودا من كلا الجانبان زيارات متبادلة، وفي فبراير الماضي دعا البابا شيخ الأزهر لزيارة الفاتيكان، وطالب أتباعه بالتعامل بتسامح مع الإسلام، وكبادرة لحسن النية اصطحب معه 3 أسر مسلمة بعد زيارته لمخيم للاجئين السوريين في جزيرة ليسبوس اليونانية.