يستقبل البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الإثنين، بمقر الكنيسة الكاثوليكية بالعاصمة الإيطالية «روما» الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في زيارة تعد الأولى في تاريخ المؤسستين بناء على دعوة تلقاها «الطيب» من «فرانسيس». وقال الأب رفيق جريش، المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية، إن «الطيب» و«فرانسيس» سيبحثان خلال اللقاء سبل محاربة الإرهاب، وإقرار السلام العالمي، والعوامل المشتركة بين الأزهر والفاتيكان، إلى جانب إعلان إعادة استئناف الحوار بين «الأزهر» و«الفاتيكان»، بعد توقفه نحو 5 سنوات، بسبب تصريحات مسيئة للإسلام من البابا السابق. ويسعى «الطيب» خلال هذه «الزيارة التاريخية»، التي تم الترتيب لها في مارس الماضي، بعد الخطاب التاريخى له أمام البرلمان الألماني، لتوجيه رسالة إلى العالم مفادها أن الإسلام برئ من تنظيمات التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط والعالم. ووفقًا لمصادر في الأزهر، فإن الزيارة ستشهد مناقشة إعادة تفعيل «اتفاقية 1989» الموقعة بين المؤسستين الدينيتين، وإعادة النظر فيها، وذلك بصياغة التعديلات الملائمة لمستجدات الفترة الراهنة، والخروج برسالة للعالم تسهم في مواجهة الإرهاب والتطرف وتحقيق السلام والاستقرار. وكشفت المصادر أن الإمام الأكبر سيرافقه وفد كبير من قيادات وعلماء المشيخة، في مقدمتهم مستشاره محمد عبدالسلام، إضافة إلى رئيس الجامعة إبراهيم الهدهد، ورجحت أن يتناول الطرفان أزمة مقتل الشاب الإيطالى «جوليو ريجيني»، ودعوة «البابا» للتدخل لدى الحكومة الإيطالية وإنهاء الأزمة، إلى جانب تأكيد شيخ الأزهر على دعم بابا الفاتيكان فيما يبذله من جهود لإرساء السلام والتعايش، ودعم اللاجئين والأقليات الدينية في العالم. من جانبه، أكد الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن اتصال رئيسي المؤسستين الإسلامية والكاثوليكية يعد خطوة موفقة في تقريب وجهات النظر بعد فترة من القطيعة دامت لسنوات، والتصريحات المسيئة للإسلام والمسلمين من قبل البابا السابق، لافتا إلى أن تلك الخطوة وما سيترتب عنها من نتائج ستكون كفيلة في عدم الإساءة المستقبلية للإسلام من قبل القيادات الدينية المسيحية، كما أنها خطوة في تعزيز ثقافة الحوار بين الديانات. وشدد «عثمان» على أن الزيارة رسالة في مجملها إلى المتشددين والمغالين في عداء أتباع الديانات المختلفة، من خلال التأكيد على سماحة الإسلام ومبدأ المحبة والسلام والرحمة الذي حمله نبى الرحمة إلى العالمين، راجيا أن تتغير خطابات العداء التي يرسلها البعض من أتباع الديانتين، موضحا أن دعوة الفاتيكان للأزهر تؤكد ما تحظاه المؤسسة من مكانة عالمية وعلى عظمة خطواتها التي تبذلها من أجل السلام.