طهران: أعربت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، عن أسفها لتصرفات "غير مقبولة" من قبل عدد من المحتجين أمام السفارة البريطانية في طهران، في وقت أعلنت فيه الشرطة أنه تم إخلاء مقر السفارة من المحتجين. وأصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بياناً نشرته وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) أعربت فيه عن "الأسف لبعض التصرفات غير المقبولة من قبل عدد من المحتجين، رغم الجهود التي بذلتها قوات الأمن وتعزيز القوات الأمنية لحماية مبنى السفارة".
ودعت الوزارة المسئولين المعنيين إلى "القيام بإجراءات عاجلة وضرورية للتحقيق حول الحادث" .
وأكد البيان على "احترام القوانين والقواعد الدولية وحصانة المباني والأماكن الدبلوماسية"، وشدد على التزام حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحماية هذه الأماكن والمباني والدبلوماسيين.
من جهة أخرى، قال قائد شرطة طهران الجنرال حسين ساجيدينا إنه "تم إخلاء السفارة البريطانية والوضع هادئ".
ونقلت وكالة (مهر) عن ساجيدينا قوله إنه تم اعتقال عدد من الطلاب وسيسلمون إلى القضاء.
وكانت (إرنا) أشارت إلى أن الطلاب أنهوا تجمعهم أمام السفارة وفي حديقة "قلهق" في شمال طهران والتي تتهم الحكومة الإيرانية البعثة الدبلوماسية البريطانية ب"احتلالها".
وكانت الشرطة الإيرانية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين اقتحموا السفارة مرتين كما اقتحموا حديقة "قلهق"، ما أدى إلى إصابة عدد من المحتجين قرب السفارة، إصابة واحد منهم خطرة، كما سجلت إصابات في صفوف قوات الأمن.
وشارك حوالى 200 طالب إيراني باعتصام في الحديقة، التي تقول إيران إنها ملك لها استولى عليها المجلس الثقافي البريطاني ب"شكل غير شرعي".
وتمكنت قوات الأمن الإيرانية من إنقاذ 6 موظفين بريطانيين احتجزوا في الحديقة بعد أن حاصرهم المتظاهرون.
وأطلق المتظاهرون على العمل الذي يقومون به اسم "إحتلوا السفارة" وشددوا على أنهم يتصرفون من تلقاء أنفسهم وليس بأمر من الحكومة وسيستمرون باعتصامهم، وأوضحوا في بيان نشرته وكالة (فارس) أن "احتلال السفارة البريطانية يقوم به طلاب ثوريون ولم يأمر به أي جهاز أو مؤسسة".
وأضافوا أنه "كان يجب احتلال السفارة البريطانية مباشرة بعد الثورة قبل 33 سنة"، معتبرين أن احتلالها "يخدم مصالح إيران الوطنية".
وطالب المتظاهرون بطرد السفير البريطاني فوراً وقطع كل علاقات إيران ببريطانيا.
وكانت وكالة (فارس) الإيرانية للأنباء ذكرت أن الطلبة "دخلوا إلى السفارة البريطانية في العاصمة طهران بعد اعتصام لهم، ولم تنجح قوات الأمن في منعهم من الدخول إلى السفارة".
وأفادت وكالة (مهر) أن المحتجين دخلوا إلى المبنى الإداري وقاموا بإنزال صورة ملكة بريطانيا، وحطموا زجاج المبنى وأخرجوا بعض الوثائق من الطابق الأول وأضرموا فيها النيران، فيما هرب موظفو السفارة من الباب الخلفي.
وحمل المتظاهرون صوراً للعالم النووي الإيراني ماجد شاهرياري لمناسبة مرور عام على اغتياله، وأخرى للقيادي في فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني الذي قتل بانفجار وقع مؤخراً.
وكان مجلس صيانة الدستور في إيران صدّق بالإجماع أمس الاثنين، على خفض مستوى العلاقات مع بريطانيا، وذلك بعد قرار مجلس الشورى بهذا الشأن الأحد، وهو يلزم الحكومة بطرد السفير البريطاني وخفض مستوى العلاقات إلى مستوى قائم بالأعمال.
وذكرت (يو بي أي) أن القرار يأتي بعد قيام بريطانيا بقطع العلاقات المالية مع المصارف الإيرانية الثلاثاء الماضي، بعد اتهامها بتسهيل البرنامج النووي الإيراني.