تل أبيب : كشف مصادر مطلعة في تل أبيب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيسلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال لقائهما الاثنين في نيويورك خطة للانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر الواقع ضمن الحدود اللبنانية. وأضافت المصادر السابقة أن نتنياهو وافق على الخطة التي نوقشت مع مسئولي قوة المراقبة الدولية في جنوبي لبنان "اليونيفيل" ، موضحة أن نتيجة المداولات بشأنها مع بان كي مون ستعرض بعد عودة نتنياهو من زيارته إلى الولاياتالمتحدة. ومن جانبها ، ذكرت قناة "الجزيرة " أن خطة الانسحاب من الغجر التي تقع على مثلث حدودي بين إسرائيل وسوريا ولبنان قد تكون مقدمة للانسحاب من مزارع شبعا المحتلة ، مضيفة أن هناك حديثا عن أن الخطة تتضمن حلقتين أمنيتين واحدة إسرائيلية وأخرى تابعة لليونيفيل، على أن توضع الإسرائيلية خارج الطرف الشمالي للقرية، وتكون مهمتها منع الهجمات المحتملة للمقاومة. وأضافت "الجزيرة " أن الحلقة الثانية تضم قوة دعم من اليونيفيل يصل عددها إلى نحو 80 فردا توضع داخل القرية مع تثبيت بوابة تخصص لمرور السكان من الشطر الجنوبي إلى الشمالي على أن يبقى الجيش اللبناني خارج نطاق الغجر. وكان نتنياهو بدأ الأحد زيارة للولايات المتحدة حيث سيلتقي قادة الجاليات اليهودية ونائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إضافة إلى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. ومعروف أن قرية الغجر الواقعة على أحد منحدرات هضبة الجولان السورية المحتلة هي قرية سورية احتلت عام 1967 وقامت إسرائيل بإخلاء شطرها الشمالي الذي يقع ضمن الحدود اللبنانية خلال انسحابها من لبنان عام 2000، لكنها أعادت احتلاله خلال حرب عام 2006. وفيما رفض مسئول عسكري لبناني التعليق على خطة الانسحاب الإسرائيلي قبل عرضها على الأممالمتحدة وإعلام الأخيرة الحكومة اللبنانية بمضمونها ، رجح البعض أن يستخدم أنصار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مثل تلك الخطة للتدليل على عدم الحاجة لبقاء سلاح حزب الله باعتبار أن الانسحاب تم بمساعدة المجتمع الدولي، في حين سيرى حزب الله أن ذلك تم بفضل المقاومة. وقال البرلماني في كتلة الوفاء للمقاومة الموالية لحزب الله نوار الساحلي إنه إذا تم الانسحاب فهو لن يتم مجانا بل جراء خشية إسرائيل من المقاومة ومن قوة لبنان المعتمدة على المقاومة. يذكر أنه خلال الحرب ضد حزب الله العام 2006، احتل الجيش الاسرائيلي الشطر الشمالي من قرية الغجر الواقع ضمن الاراضي اللبنانية والذي يقيم فيه حوالى 1500 شخص. ثم نصب فيه سياجا موقتا لمنع تسلل مقاتلي الحزب الى القسم الجنوبي حيث يقيم ما بين 500 و 800 شخص. وكانت اسرائيل اعلنت ضم تلك القرية في العام 1981 في اطار ضمها هضبة الجولان السورية التي احتلتها في يونيو/ حزيران 1967 ، ولكن بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان العام 2000 جعل الخط الازرق الذي قامت الاممالمتحدة بترسيمه ويعتبر بمثابة الحدود بين لبنان واسرائيل ثلث القرية في لبنان وثلثيها الاخرين في المنطقة التي ضمتها إسرائيل . وقد حصل سكان الغجر وهم من اصول سورية ومن المسلمين العلويين على الجنسية الاسرائيلية بناء على طلبهم. وصرح المتحدث باسم سكان الغجر نجيب الخطيب لاذاعة جيش الاحتلال الاسرائيلي بأن السكان سيناضلون ضد شطر قريتهم الى شطرين. وتابع " كل القرية احتلتها اسرائيل من سوريا في 1967 وان كل منازلها مبنية على اراض تعود لسوريا بحسب سجلات المساحة بما فيها الشطر الشمالي الذي لا يعود للبنان ، الاممالمتحدة منحت لبنان بصورة غير عادلة الشطر الشمالي من الغجر مستندة بذلك الى خرائط جغرافية تعود للعام 1923".