داليدا .. 29 عاما على سر الانتحار الغامض

في 3 مايو عام 1987، أقدمت الأسطورة الفنية والغنائية المصرية الاصل داليدا على الإنتحار بعد أن تناولت جرعات زائدة من الأقراص المهدئة غادرت هذا العالم تاركة وراءها رسالة فيها جملة واحدة: "سامحوني الحياة لم تعد تحتمل...".
لم يفهم محبو داليدا الأسباب الحقيقة التي دفعتها للانتحار لأن لدى داليدا 500 أغنية بلغات متعددة مازال الكثيرون منا يرددونها حتى اليوم بشغف كبير، أغنيات بتسع لغات، بالفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والعربية واليابانية والهولندية والتركية.
ولدت في 17 يناير 1933 وتربت فى مصر، وتحديداً فى حى شبرا الشهير بالقاهرة ، واسمها الحقيقي هو (يولاندا) .
قدم عنها البعض الكثير من الكتب والمؤلفات والأعمال الفنية ومنها مسرحية solitudini التى قدمت 1999، وكذلك فيلم تليفزيونى قدم عام 2005 من جزأين عن حياتها ومشوارها، وفى 2007 احتفلت مدينة باريس بمرور 20 عاماً على وفاتها بأن قدمت معرضاً كبيراً يضم ملابسها وصورها، وأخيراً قررت روسى ابنة عمها التى تصغرها ب 7 أعوام أن تكتب وتنشر تفاصيل عن حياة داليدا الخاصة وأهمها علاقاتها العاطفية وحلم الأمومة.
داليدا بدأت حياتها الفنية بالاشتراك فى مسابقة جمال لتصبح فى 1954 ميس إيجيبت، وقد امتلأت حياتها العاطفية بالأحداث المؤسفة والمآسى، ففى عام 1967 تزوجت من صديقها لويجى تانجو الذى انتحر بعد ذلك بأيام.
وكانت هى من اكتشف الجثة، وحاولت بعد ذلك الانتحار لأول مرة ومكثت فى المستشفى لمدة 5 أيام، وخضعت بعدها لعلاج نفسى لعدة شهور، وبعد عملية الانتحار الأولى أصبحت داليدا حاملاً من طالب إيطالى عمره 18 عاماً فقط، ولكنها أجهضت الجنين خوفا على مستقبلها الفنى..
سبب لها هذا العقم وحرمها من الأمومة طوال حياتها.. ثم دخلت فى علاقة مع الفيلسوف والكاتب أرنو ديجاردان، لكنهما انفصلا لأنه كان متزوجاً، وفى 1975 انتحر صديقها المقرب المطرب مايك برانت الذى ألقى بنفسه من شرفة شقته فى باريس، وفى 1970 توفى أول أزواجها لوسيان موريسز منتحراً بإطلاق النار على رأسه، وكذلك انتحر ريتشارد شانفرى الذى ارتبطت به داليدا من عام 1972 وحتى 1981 باستنشاق غاز العادم من سيارته، وبعد ريتشارد دخلت داليدا فى الكثير من العلاقات غير المستقرة، مع فنى صوت ومحام وطيار مصرى وأخيراً مع فرانسوا الطبيب الفرنسى المعروف، ورغم أنها فشلت فى الإنجاب ورفضت أن تتبنى طفلاً بسبب حياتها المضطربة، إلا أنها مارست أمومتها من خلال أبناء شقيقيها، بالإضافة إلى كل أطفال العائلة الذين تعاملت معهم على أنها أمهم القانونية.
"كلمة حلوة وكلمتين.. حلوة يا بلدي، غنوة حلوة وغنوتين.. حلوة يا بلدي، أملي دايما كان يا بلدي.. إني أرجعلك يا بلدي وافضل دايما جمبك علطول، وذكريات كل اللي فات.. فاكرة يا بلدي".
"في الدنيا الكبيرة، وبلادها الكتيرة، لفيت لفيت لفيت، ولما ناداني، حبي الأولاني، سبت كله وجيت وجيت، وف حضنه اترميت وغنيت، سالمة يا سلامة روحنا وجينا بالسلامة".
تلك كانت كلمات اشهر اغانيها "حلوة يا بلدى "
في سنة 1986 قدمت الفيلم المصري الناجح "اليوم ال