عرض ميخائيل غورباتشوف أول وآخر رئيس للاتحاد السوفيتي السابق على طلاب مدرسة موسكو الاقتصادية، كتابه الجديد الذي دوّن فيه على 700 صفحة أقواله ومذكراته ونصوص أحاديثه ورسائله ومقالاته. وأعرب غورباتشوف خلال مراسم عرض كتابه الصادر في ال2 من مارس الماضي عشية الاحتفال بعيد ميلاده ال85 عن أمله في أن يسهم كتابه الجديد في حفز الأجيال الصاعدة على تعلم الكثير مما تكدس لديه من خبرة وتجربة، وأن يقفوا على فحوى نهج إعادة البناء "بيريسترويكا" الذي طبقه في إطار إصلاحات جذرية طالت جميع مفاصل الحياة في الدولة السوفيتية. وذكر غورباتشوف - وفقا لروسيا اليوم - في اللقاء الذي جمعه بالطلاب في ال25 من الشهر الجاري، أنه يهدف من وراء الكتاب كذلك إلى التصدي لمحاولات ابتزاز العقل المدبر لل"بيريسترويكا" المستمرة طيلة 25 عاما، أي منذ تفكك الاتحاد السوفيتي. كارن كاراجازيان، أحد المشاركين في تأليف كتاب غورباتشوف، اعتبر أن الزعيم السوفيتي السابق تمكن فيما نشره، وفي ما بحثه مع الطلاب من الإجابة عن الكثير من الأسئلة التي تدور في خلدهم، مشيرا إلى أنه أوصى الطلبة والشباب عموما بعدم مغادرة البلاد، بل العمل على الإسهام في تطورها ونمائها. وفي التعليق على لقاء غورباتشوف، لفت كاراجازيان النظر إلى أن رئيس الاتحاد السوفيتي السابق أعرب عن رفضه لموقف المفكر والكاتب السوفيتي والروسي الكبير ألكسندر سولجنتسين المناهض للاتحاد السوفياتي وسياسة "الغلاسنوت"، أو العلانية، التي أطلقها غورباتشوف إبان مرحلة إعادة البناء. يشار إلى أن كتاب "شخص غوباتشوف"، إضافة إلى ما أشير إليه أعلاه، يصور علاقات الرئيس السوفياتي السابق واتصالاته بالمستشارين والصحفيين والمقاولين، وغيرهم من الشخصيات السياسية والاقتصادية السوفيتية والأجنبية. كما يشرح الكتاب سيرة حياة غورباتشوف منذ الطفولة حتى الدراسة الجامعية، ويبرز حبه لزوجته رايسا غورباتشوفا ويغطي مراحل تدرجه في السلطة حتى أعلى منصب في البلاد، ويتحدث عن حقبة زعامة ليونيد بريجنيف، ويوري أندروبوف للاتحاد السوفيتي التي تركت في ذاكرة المواطنين أفضل الذكريات، واستطاعت البلاد خلالها تحقيق جملة من المنجزات العظيمة الكبرى في تاريخها الحافل. ويقف غورباتشوف في كتابه الجديد كذلك، عند المسببات الرئيسة لتفكك الاتحاد السوفيتي، ويشير إلى مكامن الخلل في نهج إعادة البناء وما خلص إليه. يذكر أنه جرى فض الاتحاد السوفيتي في ال26 من ديسمبر سنة 1991 بموجب قرار صدر عن المجلس الأعلى للاتحاد السوفياتي أعلن فيه أصحابه اعتراف موسكو باستقلال الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية عن روسيا، وقيام رابطة الدول المستقلة لتحل محل الاتحاد السوفيتي.