عكست خيارات نتائج جوائز "بوليتزر" للعام 2016 التي وزعت أمس الاثنين في نيويورك المآسي التي تعصف بالعالم. وتعد هذه الجوائز التي تحمل اسم الصحافي جوزيف بوليتزر وقد قدمت للمرة الأولى سنة 1917 من أعرق التكريمات التي تمنح في مجال الصحافة والابتكارات الفنية. ووفق وكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب"، قدمت جائزتان بشكل استثنائي في فئة صور "الأخبار العاجلة" (بريكينغ نيوز)، مع جائزة لأربعة مصورين من "نيويورك تايمز" هم ماوريسيو ليما وسيرغي بونوماريف وتايلر هيكس ودانييل إيتر عن عملهم حول اللاجئين والمخاطر التي تواجهم، فضلا عن جائزة أخرى كانت من نصيب فرق التصوير في وكالة "رويترز" التي تتبعت اللاجئين الفارين بأغلبيتهم من النزاع الدائر في سوريا في رحلة من مئات الكيلومترات محفوفة بالمخاطر. وكرمت آليسا روبين المديرة السابقة لمكتب "نيويورك تايمز" في كابول التي انتقلت إلى باريس في فئة "الريبورتاج الدولي" عن تغطيتها لمعاناة النساء الأفغانيات، بعد أكثر من 14 عاما من سقوط نظام حركة طالبان. وكانت جائزة "الأخبار العاجلة" من نصيب "لوس أنجليس تايمز" التي واكبت أحداث الهجوم الذي نفذه زوجان من أصل باكستاني في مركز للخدمات في سان برناندينو وأودى بحاية 14 شخصا. وفي فئة الأدب غير الروائي، اختير كتاب "بلاك فلاغز: ذي رايز أوف آيسيس" (الأعلام السوداء: صعود تنظيم "الدولة الإسلامية") للصحافي جوبي ووريك الذي سبق له أن فاز بعدة جوائز "بوليتزر". وللمرة الأولى منحت جائزة "بوليتزر" لصحافيتين تعملان في مجلة هما الناقدة إيميلي نوسباوم وكاثرين سولتز من "نيويوركر". وحظيت وكالة "أسوشييتد برس" بجائزة "الخدمة العامة" التي تعد أعرق جوائز "بوليتز" بفضل تحقيق أجرته في آسيا عن صيادين يعملون في ظروف عبودية تصدر ثمارهم البحرية إلى الولاياتالمتحدة. وأدى هذا التحقيق إلى تحرير ألفي عامل من هذا الوضع وتوقيف عدة متهمين. وكرمت "واشنطن بوست" في فئة "الريبورتاج الوطني" تقديرا للجهود التي بذلتها في إنشاء قاعدة معطيات عن الأشخاص الذين قتلوا على أيدي الشرطة الاميركية. وتماشيا للتوقعات، نال العمل الكوميدي الموسيقي "هاملتون" الذي يعرض حاليا في برودواي جائزة "بوليتزر" في فئة الأعمال المسرحية، والتي "تمثل علامة فارقة في عالم الموسيقى في أمريكا، إذ أنها تجمع بين الحداثة والروعة" وفق ما أعلنه مجلس أمناء الجائزة في حفل بجامعة كولومبيا، وذلك تكريمًا لكاتب المسرحية لين مانويل ميرندا "ولموسيقاه الرائعة التي أسرت أحاسيس الكثيرين على مسارح برودواي". وتلقت لجنة التحكيم حوالى ثلاثة آلاف طلب ترشيح لهذه الجوائز التي تمنح في 22 فئة. ويحصل الفائز بجائزة الخدمة العامة على ميدالية ذهبية، في حين يقدم مبلغ مالي للآخرين بقيمة 10 آلاف دولار خلال مأدبة غداء من المزمع تنظيمها في نيويورك في الأسابيع المقبلة.