"رجل السادات في الموساد - اعترافات جنرال إسرائيلى عن أشرف مروان" للكاتب: محمد نعيم ، أحدث إصدارات قطاع الثقافة بأخبار اليوم . يعتمد رجل الاستخبارات الإسرائيلي المتقاعد «المؤلف» شيمون ميندس على ما كتبه الكاتب الصحفي الراحل موسى صبري وغيره عن السادات، فيضع من خلال تلك الكتابات سيرة ذاتية جديدة للزعيم الراحل، مدرجًا فيها تحليلاته الشخصية، لاسيما المتعلقة بنشأة السادات، ونضاله الوطني قبل وبعد ثورة 52، وعلاقته بعبدالناصر، واختلافه الفكري عن الأخير، والحروب التي خاضها مع «المافيا الحاكمة» بعد تولي الرئاسة، فضلًا عن رؤية السادات لحرب الاستنزاف، وما ترتب عليها من انتكاسات نسبية لإسرائيل. بالإضافة إلى تأهيل السادات لجيشه، تمهيدًا لخوض حرب استرداد الكرامة في 73، وما يتعلق منها بخطة الخداع، التي استقاها من خبرات الحروب العالمية. وقبل أن يستهل المؤلف حديثه عن حرب أكتوبر، رأى أنه لا يمكن ذلك من دون تخصيص جانب كبير للحديث الخاص عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مشيرًا في كتابه إلى أن الرجل ينتمي لهذه الحرب أكثر من أي شخص آخر، تمامًا مثلما انتمى تشرشيل للحرب العالمية الثانية، حينما بادر، وخطط، ونظم، حتى أخرج عملية مداهمة سواحل نورماندي إلى حيز التنفيذ، وذلك من أجل إخضاع أدولف هتلر. وكما سيتضح لاحقًا، درس السادات جيدًا عملية مداهمة نورماندي، خاصةً الطريقة التي تعامل بها تشرشيل مع تلك الإشكالية، واتبع نفس المنهج مع حرب يوم الغفران. وقام السادات بذلك وفقًا لظروف جبهته، من أجل إعادة شبه جزيرة سيناء لمصر، ومن أجل إعادة الاحترام للجيش المصري، بعد أن بات مفقودًا منذ عام 1967، كما أن ذلك كان له بالغ الأثر في الحفاظ على صورة السادات كزعيم. و فى نبذة عن الكتاب نقرأ : وضعت حرب الاستنزاف أوزارها، حينما وصلت الدولتان لاستنتاج بأن الحرب لن تؤدي إلى حلول. البروفيسور يهوشباط هاركبي الذي كان في ماضيه رئيسًا لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي، اختزل حرب الاستنزاف في تلك الكلمات: «حرب الاستنزاف التي بدأها ناصر بصوت صاخب ظلت مستمرة بالنسبة للمصريين، إلا أنه اتضح أن تلك الحرب لن تحسم الموقف ضد إسرائيل».. وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار بعد تأكدها من أنها حققت هدفها في هذا النوع من الحروب، لاسيما في ظل نتائج العمليات الخاصة التي قامت بها. كما أن عمليات تحريك المصريين للصواريخ المضادة للطائرات، وإسقاط خمس طائرات من طراز «فانتوم» أصبحت ثقيلة على إسرائيل، ومن هنا كان الانطباع السائد هو أن المفهوم الإستراتيجي للدولتين في حرب الاستنزاف كان متوازنًا. إذ أعلن جمال عبدالناصر في بداية الحرب، أن اسم حرب الاستنزاف يعكس أهدافها. وفي نهاية الحرب تبنت إسرائيل مفهوم استنزاف المصريين في الحرب ذاتها. تمامًا مثلما قال العقيد حاييم بارليف (رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حينئذ): «تفهمت الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل أن الهدف من قصف العمق المصري كان خداع المصريين باستمرار الحرب»، وتم تحقيق هذا الهدف.