إنقلابيو قرغيريا: تنظيم انتخابات رئاسية بعد ستة أشهر المعارضة تنجح في السيطرة على كافة أنحاء قرغيزيا بشكيك : أعلنت رئيسة الحكومة الانتقالية في قرغيزيا روزا اوتونباييفا اليوم الخميس تنظيم انتخابات رئاسية بالبلاد بعد ستة أشهر ، بعد يوم من سيطرة المعارضة على قرغيزستان وفرار الرئيس كرمان بيك باكييف. وطالبت اوتونباييفا الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف التنحي رسميا عن رئاسة البلاد ، مؤكدة أنه بعد فراره إلى جنوب البلاد يحاول حشد انصاره وتزويدهم بالسلاح املا في استعادة السيطرة على البلاد. وقالت في تصريحات أدلت بها في مبنى البرلمان في العاصمة بشكيك إن "كافة المناطق هي تحت السيطرة ولكن لا زلنا نعمل على السيطرة على اوش و جلال آباد". وأعلنت الزعيمة الجديدة حل البرلمان ووقف عمل لجنة الانتخابات المركزية إلى حين اعتماد نظام انتخابي جديد ، مؤكدة على أن الدستور الحالي سيتم العمل به باستثناء بعض المواد. وشددت على أن القاعدة الجوية الامريكية في بلادها والتي تعتبر حيوية للعمليات العسكرية لحلف شمال الاطلسي في افغانستان ستبقى مفتوحة. وقالت اوتونباييفا التي شغلت منصب وزيرة الخارجية في السابق خلال مؤتمر صحافي إن "ما من شيء سيتغير" في ما يتعلق بالاتفاق الموقع بين بشكيك وواشنطن. ومن جانبه ، أعلن وزير الدفاع الجديد عن سيطرة الحكومة الانتقالية على كافة قوات الجيش وحرس الحدود. وقال القيادي بالمعارضة سارييف أمس الأربعاء ان رئيس الوزراء دانيار اوسينوف "قدم استقالته" بعد مفاوضات مع سارييف نفسه. واضاف سارييف المعارضة شكلت "حكومتها" برئاسة وزيرة الخارجية السابقة روزا اوتونباييفا". وكانت تقارير صحفية أخرى قد أفادت بأن المتظاهرين في قيرغيزيا قتلوا وزير الداخلية في البلاد، إلا أن الحكومة القيرغيزية نفت هذه الأنباء، ولكنها لم تتمكن من تحديد مكان تواجد الوزير. وترددت أنباء أن المتظاهرين في مدينة تالاس احتجزوا النائب الأول لرئيس الحكومة أكيل بك جباروف كرهينة. وبث التلفزيون الرسمي القرغيزي الذي استولت عليه المعارضة يوم الاربعاء رسالة توجه بها عمر بك تكباييف احد قادة المعارضة الى المواطنين ، قال فيها "أن السلطة في كل مكان عادت إلى الشعب". وأضاف تيكيبايف أنه تم إنشاء مكتب تنفيذي مركزي في البلاد، يضم جميع قادة الحركة الشعبية الموحدة، مثل روزا أوتونبايفا وتيمير سيريف وألمازبيك أتامبايف وآخرين. وقال تيكيبايف: إن "مصير الشعب القرغيزي في أيدينا"، مطالباً قوات حفظ النظام بإلقاء السلاح. وكانت الاحداث قد اندلعت حين حاولت الشرطة من دون جدوى تفريق المتظاهرين الذين تجمعوا امام مقر المعارضة، احتجاجا على الفساد وارتفاع الاسعار واعتقال قادة المعارضة. ومع فشل الشرطة بتفريق المظاهرة اتخذ قرار فرض حالة الطوارىء بعد وقوع صدامات عنيفة بين الشرطة وحشد من المتظاهرين المعارضين. وذكرت مصادر طبية اليوم الخميس أن الحصيلة الأخيرة لضحايا الاشتباكات وصلت إلى 65 قتيلا ونحو 400 جريح ، فيما قالت المعارضة ان 100 شخص قتلوا. واقتحم نحو الف مناصر للمعارضة مكتب المدعي العام في العاصمة قبل ان يشعلوا النار في المبنى. كما تجدر الاشارة الى ان المعارضة القرغيزية كانت تطالب باقييف، الذي تولى الحكم عام 2005، بالتصدي للفساد وعزل أقاربه من المناصب الكبرى. على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان "لا علاقة لروسيا اطلاقا بما يجري في قرغيزيا"، فيما اعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون عن "قلقها البالغ حيال الوضع في قرغيزيا" داعية الحكومة والمعارضة الى "ضبط النفس والتحاور". ووجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون نداء دعا فيه الى "ضبط النفس والحوار بغية تفادي اراقة الدماء من جديد في قرغيزيا". واعلنت الولاياتالمتحدة عن "قلقها الشديد" حيال الوضع في قرغيزيا وذلك بعد يوم من اعمال العنف التي شهدتها بشكيك في مواجهات بين الشرطة وانصار المعارضة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جاي كراولي " كل الاطراف الى احترام دولة القانون وحل خلافاتهم بطريقة سلمية وبالسبل القانونية"، الا انها قالت انها "ليست حتى الآن على علم بتغير الحكومة في قرغيزيا". يذكر ان للولايات المتحدة قاعدة جوية رئيسية في مطار ماناس في بشكيك تستخدمها لعملياتها في افغانستان. واكد كراولي ان "القاعدة العسكرية والسفارة الامريكية في بشكيك لم تتاثرا بالمواجهات التي جرت في العاصمة القرغيزية".