نظم معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب لقاء بعنوان "الكتابة للطفل العربي.. تحدياتها وآفاقها المستقبيلة" للوقوف علي أبرز المشكلات التي تواجه الكتاب بشأن الطفل العربي في خاصة بعد اختلاف طبيعة تفكير الأطفال والبيئة المحيطة بهم. و قالت ثريا عبد البديع "أننا سبقنا في فترة عقول أطفالنا في الكتابة ولكن الغرب سبق بأدب الطفل عموما" ورغم اتساع مفوم أدب الطفل إلا أن الكتاب العرب أبدعوا أكثر في مجال الكتابة للطفل، ولكن الصعوبات واجهت الكُتاب وليس الأطفال لاختلاف أسلوب الحياة التي يعيشها الأطفال واختلاف وتيرتها، فضلاٌ عن كون القضايا التي تهم أدب الطفل نفسها هي قضايا للكبار وليست للطفل. وأشارت إلي أن الكتابات العربية للطفل بدأت متأخرة عن الغرب حيث بدأت في ستينيات القرن الماضي وتحديداً أدرك القائمين علي الكتابة بضرورة وجود كتابات متخصصة للطفل بعد أحداث النكسة، ومازالت الكتابات المصرية تستفيد من الكتابات المترجمة فمن يؤلفون للطفل على مستوى الوطن العربي قليلون. وتحدث الكاتب هشا علوان عن كتب الأطفال وكونها مكلفة لذلك تتحسس دور النشر في طباعتها لزيادة تكلفتها ولكن حديثا أصبح هناك دور نشر تعتني بكتب الأطفال، وأرجع زيادة التكلفة أيضاً إلي رؤساء تحرير مجلات الأطفال لأنهم يهتموا بالسيناريو المرسوم "الكوميكس" بأعتبارها نوع يجذب الأطفال وأغفلوا الشعر والكتابات الأدبية المنثورة. وتناول علوان وقف صدور بعض المجلات منها مجلة باسم ومجلة العربي الصغير والمجلات الأخري المتعثرة وتحولت أسبوعية بدل الشهرية بسبب إرتفاع التكلفة، وفي ظل الظروف الإقتصادية الطاحنه، وتفاوت مستوي دخل أرباب الأسر لأن مجلات الأطفال غاليه وتكلفتها عالية ويتحملها رب الأسرة. ويري علوان أن الكتابة للطفل تتخذ طريقها إلي الإليكترونية فهي تدرجت لتصبح إليكترونية بحت والكتاب الورقي سوف يندثر علي حسب توقعه، وإن ظل الوضع كذلك فلا يؤخذ رأيه في كتاباته في حين يمكن أن يكون مضمونها لايكترث له الأطفال فلا توجد أستبيانات للأطفال لأنهم عنصر مهم ومشارك من خلال الرسوم والأستبيانات البسيطة. تمني علوان أن تهتم الدولة بإصدارات الأطفال وتنوعها وتعددها بعيدا عن القنوات التي تبث قيم وعادات غير ملائمه لنا كعرب جعلت علاقتهم بالكارتون أقوي وأعمق من علاقتهم بالأسرة. ولفت عبده الزراع إلي ضرورة أن يكون كاتب الطفل دارس الأور التربوية والنفسية لأنها أحد أعدة الكتابة السليمة، لأن المشكلة ليست في الدعم فالدولة تدعم المجلات التي تصدرها فقطر الندي تتكلف 7جنيهات ويتم بيعها نقابل جنيه واحد. وطرح مسعود شومان فكرته في تساؤلات عدة من بينها هل هناك فرق جوهري بين القول للطفل والكتابة للطفل؟ قائلاً "الشفاهية أقدم كثيرا جدا من الكتابة للطفل ويمكن أعتبارها تاريخية منذ أغاني الطفولة ودندنات الأم لطفلها"، هل هم ككُتاب يكتبون عن الأطفال أم لهم أم عن طفولتهم؟ أم يكتبون وهم لايعرفون كيف يفكر الأطفال؟ هل لدينا تصنيفات لأنواع الكتابة للطفل وتصنيف لكُتابه؟. وتابع لا حديث عن المستقبل دون ممارسة السياسات لا توجد مقومات لدخول الطفل التعليم والسياسة وهذا فصام مجتمعي فالمجلات التي يتم إصدارها غير مؤثرة في الطفل ولابد من وجود استراتيجية يدخل بها الطفل إلي الكتابة فقال شومان "أدب الطفل يختلف عن الكتابة للطفل"، هل أزمة عنوان الندوة هي الإشكالية هل الطفل العربي له طبيعتة واحدة أم أن طفل الإسكندرية مختلف عن طفل سوهاج؟ هل التحديات للمرسل أم المستقبل؟ ما حكم الإزدواجية اللغوية بالنسبة لكتابات الطفل في الفترة الحالية. وعرض شومان تجربته "موسوعة الأغنية للقصة الشعبية" وهي عبارة عن جمع لعدة أغاني جميعها تتعلق بالطفل من أكثر من 20 محافظة، كما أوضح أنه أعتمد علي أسلوب طرح الأسئلة لأن العالم مليء بالإجابات وللإعتماد علي العصف الذهني لنصبح كتاب مهتمين بالطفل ومايريده وإلغاء المسافة بيننا وبين أطفالنا فنحن نكتب أشياء غير التي يفكرون فيها ويعيشوها وهذا فصام يجب علي الكاتب العربي أن يحله. واختتم مقدم الجلسة عبده زراع قائلاً "إن الكتابة للأطفال صعبة جدا ولابد من ألا تتماس مع الماضي بل تتماس مع الطفل ليدخل إلي عالم المجلات من جديد، فعلي صانع مجلات الطفل أن يدرك هذه الصعوبة لأن صانع المجلات في وادي والأطفال في وادي آخر".