نستخدم الكثير من المنتجات في غير محلها ولغاياتٍ ليست أبداً الغرض الذي صنعت من أجله، فالكتب مثلاً نسوّي بها الأسطح والطاولات، والجرائد لتنظيف النوافذ وإذكاء نار الموقد، والمياه الغازية لتنظيف البقع، ومناضد القهوة الصغيرة نتخذها متكأً لأرجلنا المتعبة، لكن لعل أعواد الأذن المنتج الرئيسي الوحيد الذي يستخدم بالطريقة التي يحذر منها المصنّعون. وحسب صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية، يسوّق المصنّعون لمنتجهم هذا كي يُستخدَمَ منزلياً في التجميل والعناية الشخصية والأشغال اليدوية والتنظيفات المنزلية والعناية بالأطفال، كما يلصقون دائماً على منتجهم التحذير "لا تدخل النكاشة في قناة الأذن"، غير أن الكل يعرف خاصة الأطباء أن العديدين وربما أن أغلب الناس يتجاهلون التحذير. متعة تنظيف الأذن! نستمر في حشر العيدان القطنية بسبب حقيقة بسيطة هي متعة الشعور الداخلي مع كل النهايات العصبية الحسية داخل الأذن، لكن هذا الاستخدام يؤدي إلى ما يسميه أطباء الجلد "دورة الحك والهرش" الإدمانية، فكلما استخدمت النكاشات كلما زاد شعور الحك، والذي بدوره يدفعك إلى مزيد من الاستخدام الخاطئ. ومن جانبه قال طبيب الأنف و الأذن والحنجرة فيتزجيرالد لصحيفة "الاندبدنت" البريطانيةن إن متعة الإحساس هذه أمرٌ سخيف مقارنة بالضرر الذي يحدث، ويلوم هو الآخر الإعلانات التي ساهمت عن غير قصد بنشر فكرة تنظيف الآذان بالمنتج "المذنب، وظن الناس أن من الطبيعي تنظيف الآذان، فهم يظنون أن صمغ الأذن قذارة ووساخة هم في غنى عنها، لكن ذلك ليس صحيحاً أبداً"، ويرى أن صمغ الأذن مثل الدموع في ترطيب وحماية مقلة العين، فالشمع يحمي القناة السمعية داخل الأذن حيث الجلد رقيق وهش وعرضة جداً للالتهاب. وأدرجت الأكاديمية الأميركية لأطباء الأنف والأذن والحنجرة هذه النكاشات القطنية ضمن لائحة الأدوات "غير المناسبة والمؤذية" في كتيب توجيهاتها لعام 2008 حتى في الحالات الطبية عندما يستلزم الأمر إزالة الشمع قسراً من الأذن، ومن الصعوبة الوقوف على عدد حالات إصابات الناس بها كل عام. في دراسة في مستشفى هنري فورد عام 2011 وجدت علاقة مباشرة بين استخدام الأعواد وبين ثقب طبلة الأذن، كما ذكرت الدراسة أن "أكثر من نصف مرضى عيادات الأنف والأذن والحنجرة يعترفون باستخدام النكاشات القطنية لتنظيف آذانهم بغض النظر عن شكواهم الأصلية. استخدامات بديلة هناك اقتراحات لاستخدام العيدان القطنية التي لن نسميها "نكاشات أذن" بعد اليوم: - لإشعال الشموع ذات الفتيل القصير: هل سبق لك أن آذيت أصابعك أثناء محاولة إشعال شمعة بفتيل قصير؟، قل وداعاً لتلك الأيام، ببساطة اغمس النهاية القطنية للعود في كحول طبي، ثم أشعله بقداحة وقربه من الفتيل، سيذيب اللهب الشمع فينكشف جزء أكبر من الفتيل المغطى أسفله، ما سيسمح بالإشعال. - اصطحاب العطور معك عند الخروج: صعب وغير عملي أبداً أن تحملي قارورة شانيل 5 الثقيلة داخل حقيبتك الصغيرة، فما العمل؟ اغمسي أطراف الأعواد القطنية بالعطر ثم احفظيها داخل كيس بلاستيكي قابل للفتح والغلق بإحكام، الأمر ذاته ينطبق على ظلال العيون. - تنظيف فتحات مجفف الشعر من الوبر: يسد هذا الوبر فتحات تهوية الجهاز، ولذلك قإن تنظيف المجفف بشكل دوري موصى به لضمان عمل الجهاز وأدائه الجيد. - إصلاح السحابات "السوستة" العالقة: هل هذا ممكن؟! نعم، احضر شيئاً من زيت الزيتون أو الشامبو وادهن بها السحاب. - تنظيف لوحة مفاتيح الحاسوب الآلي: يقال أن لوح مفاتيح الحاسوب الآلي مرتعٌ للجراثيم أكثر حتى من كرسي الحمام، احضر هذه الأعواد القطنية واغمسها بالكحول الطبي المعقم ثم اذرع مسحاً بها للأعلى وللأسفل بين فتحات وتجاويف اللوحة كي تغدو نظيفة. - إشعال النار: الأعواد القطنية المغمسة بمرهم فازلين أو مرهم الشفاه مثالية لإشعال النار في رحلات التخييم، لكن ينبغي توخي الحذر عند إشعال النار في كل الأحوال. - تنظيف أسنان قطتك: لا حدود للنظافة وهوسها، نظف أسنان قطتك أو عينيها، بالأعواد القطنية فهي صالحة للعناية بوجه الحيوانات عموماً.