أشاد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، اليوم الثلاثاء بالمقترحات الجديدة لإصلاح الاتحاد الأوروبي، ووصفها "بالتقدم الحقيقي"، الذي يعرض "تغييرا كبيرا" في الاتحاد، مشددا في نفس الوقت على الحاجة إلى "مزيد من العمل". وقال رئيس الوزراء إن المقترحات تعرض "تقدما حقيقيا" في كل من المطالب الأربعة التي قدمها لزعماء الاتحاد الأوروبي في إعادة تفاوضه حول علاقة بلاده بالتكتل الأوروبي. وأشاد رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، بالحزمة الجديدة التي عرضها، مؤكدا على أنها تمثل "أساسا جيدا" لتسوية جديدة في علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي. ويشمل الاتفاق الجديد تطبيق نظام "البطاقة الحمراء" يتيح للدول منع التشريعات غير المرغوب فيها الصادرة من الاتحاد، إضافة إلى آلية "الايقاف العاجل" لمنع مهاجري الاتحاد الأوروبي من الحصول على إعانات لمدة أربع سنوات من وصولهم للبلاد. ونجح كاميرون في الحصول على تنازلات تتعلق بحماية الجنيه الاسترليني، وتقليل الإجراءات الروتينية وتعزيز التنافسية، ورغم ذلك لاتزال هناك قضايا كبيرة عالقة، مثل منع المهاجرين من إرسال إعانات الأطفال لأبنائهم الموجودين خارج البلاد. وقال رئيس الوزراء في "في بداية هذه العملية حددنا أربع مجالات نريد أن نرى فيها تغييرا جوهريا، وتوفر هذه الوثيقة هذا التغيير الجوهري".. واستدرك "ولكن بالطبع هناك بعض التفاصيل التي يجب العمل عليها، هناك أشياء هامة يجب تأمينها والمزيد من العمل الذي يتعين القيام به، وبالطبع هناك مفاوضات في المجلس الأوروبي. هناك عمل شاق ولكن أعتقد أننا حققنا تقدما حقيقيا" وأردف زعيم المحافظين قائلا "قيل لي أن الكثير من هذه الأمور سيكون مستحيلا قلت أردت نظام البطاقة الحمراء للبرلمانات الوطنية لمنع التشريعات - قال الناس أنك لن تحصل على هذا، إنه يوجد في هذه الوثيقة". وأضاف كاميرون "قالوا إننا لن نحصل على حق منع المهاجرين من الحصول على الإعانات في العمل قبل مرور أربع سنوات من وصولهم للبلاد، أنه يوجد في الوثيقة، قال الناس إنك لن تستطيع أبدا استبعاد بريطاينا من مفهوم اتحاد أوثق من أي وقت مضى، وهو ما تحدده الوثيقة مرة أخرى بوضوح كبير، لذا هناك تقدم كبير تم احرازه، هناك حاجة لمزيد من العمل الذي يتعين القيام به". كما نص المقترح على حماية بريطانيا من اتحاد أوثق من أي وقت مضى، وهو أحد المطالب الأربعة التي تقدم بها رئيس الوزراء رؤساء الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى اعترف صريح من الاتحاد الأوروبي بأنه اتحاد متعدد العملات، وحماية دول خارج منطقة اليورو في عملية صناعة القرار.. كما حصلت بريطانيا في المقترح الذي تقدم به دونالد توسك على أحقية منع حرية الحركة للأفراد الذين يعتبرون خطرا على الأمن القومي للبلاد. ويتيح المقترح الجديد لبريطانيا منع المشتبه بهم من دخول البلاد حتى إذا فشلت الحكومة في إثبات أن الشخص يمثل "تهديدا وشيكا".. ويدعم نظام "البطاقة الحمراء" دور البرلمانات الوطنية في استخدام حق "الفيتو" للاعتراض على القوانين التي لا ترغب بها، إلا أنها تحتاج الى تصويت 55% من الأعضاء. وقالت متحدثة باسم رئاسة الوزراء البريطانية إن المقترحات تمثلا "تقدما حقيقيا"، إلا أنها أضافت "هناك المزيد الذي يجب القيام به للانتهاء من التفاصيل". ومن المقرر أن يتوجه كاميرون إلى بولندا والدنمارك يوم الجمعة لإجراء محادثات حول العرض المقدم لبريطانيا. وينظر رؤساء دول الاتحاد مقترحات التسوية الجديدة قبل قمة يومي 18 و19 فبراير قبل التوصل إلى اتفاق نهائي. وفي حالة التوصل إلى اتفاق جديد هذا الشهر، من المتوقع أن يتم تنظيم الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي الصيف القادم، وتحديدا في شهر يونيو. وفي نفس الإطار منح رئيس مجلس العموم، جون بيركو، اليوم زعيم حزب العمال، جريمي كوربين الحق في توجيه سؤال عاجل في البرلمان، حول خطة إعادة التفاوض على عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي. ويتواجد كاميرون اليوم خارج لندن، ولم يتم حتى الآن الكشف عن من سيجيب على الأسئلة نيابة عنه.