ناشد قياديو المحافظين المتشككون في الاتحاد الأوروبي، كلا من عمدة لندن بوريس جونسون ووزيرة الداخلية تيريزا ماي بالثبات على موقفهما والدعوة إلى التصويت لصالح الخروج من الاتحاد في الاستفتاء التاريخي المزمع العام الجاري. ونقلت صحيفة (الديلي ميل) عن السياسي المخضرم اللورد نورمان بيريسفورد تيبيت، المعارض للبقاء في الاتحاد، القول إنه يخشى من فوز حملة "البقاء في الاتحاد" في الاستفتاء ما لم ينبذ فريق حملة "الخروج من الاتحاد" الخلاف فيما بينه ويجتذب دعم أصحاب المناصب الكبرى في الحكومة. ويقصد اللورد تيبيت كبار المحافظين المتشككين في الاتحاد الأوروبي، أمثال المستر جونسون والسيدة ماي، ممن يُخشى تغيّر موقفهم الداعم لحملة الخروج من الاتحاد. ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة ستراثكلايد، جون كيرتيس،أنه يجدر بحملة الخروج من الاتحاد القلق البالغ؛ لا سيما وأن أنصار البقاء باتوا هم أصحاب الصوت الأعلى في القضية. ويزعم كيرتيس، أن حملة الخروج تواجه معركة صعبة في حملة الاستفتاء على بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي من عدمه، قائلا "إن استطلاعات الرأي في معظمها ترجح كفة البقاء على الخروج، وليس ثمّ ما يشير إلى تقارب بين الكفتين". ومن المقرر أن يجري الاستفتاء في شهر يونيو (أو ربما سبتمبر) .. وكان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، المناصر لحملة البقاء في الاتحاد، قد أعلن مؤخرا أن وزراء حكومته سيكونون أحرارا في دعم حملة "الخروج" المقابلة دونما الاضطرار إلى الاستقالة من الحكومة. وترى (الديلي ميل) أن تلك الحال من الناحية النظرية تسهل على أمثال عمدة لندن المستر جونسون ووزيرة الداخلية ماي وغيرهما من كبار القياديين في حزب المحافظين ممن ألمحوا بوضوح عن نيتهم التصويت لصالح الخروج من الاتحاد -تلك الحال تسهل عليهم إمكانية الدعوة علانية للتصويت لصالح الخروج. ونوهت الصحيفة عن قياديين آخرين بحزب المحافظين كانوا ألمحوا عن ميلهم لدعم حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، ومن هؤلاء وزير العدل البريطاني مايكل جوف ووزير المالية ساجد جافيد .. لكن الأسابيع الأخيرة حملت مؤشرات على أن هذين الوزيرين، جوف وجافيد، بصدد تغيير رأييهما، ويرجع ذلك في جانب منه إلى التخوف من الاتهام بعدم الولاء للمستر كاميرون، كما أسهمت زيادة التقارير المروّجة لإمكانية فشل حملة الخروج من الاتحاد في تعزيز مخاوف الوزيرين من الإضرار لنفسهما عبر دعم الجانب الخاسر. وفي مقال نشرته (الديلي ميل) الأحد، اعتبر اللورد تيبيت أن حملة الخروج هي في أمسّ الحاجة لقيادة ملهمة في ظل ما تعانيه جبهتها من انشقاقات وخلافات. ويُعتبر عمدة لندن المستر جونسون بمثابة الشخصية الفارقة في هذا النزاع السياسي، في ظل صراع المحافظين من الداعمين للحملتين سواء بالخروج أو البقاء في الاتحاد؛ ولذلك يسعى كلا الفريقين إلى الفوز بتأييده وانضمامه له.