أهدت مجلة الدوحة الصادرة عن وزارة الثقافة والفنون والتراث، قراءها كتاب «بين الجزر والمد - صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة» للأديبة مي زيادة، مع عددها الجديد لشهر يناير 2016. يتضمن الكتاب تأملاتها في موضوعات اللغة والآداب والفنون، ومن موضوعات الكتاب، حياة اللغات وموتها ولماذا تبقى العربية حية؟ وجاء في مقدمته: الشعوب كالبحار، لهذه مد وجزر، ولتلك ارتفاع وهبوط، للبحار موجات يأتين لاطمات الشاطئ بتجمع مياههن، ثم يغرن في صدر موجات متهجمات، وللشعوب مدنيات تنمو فتعلو إلى ذروة المجد والسؤدد، ثم تهبط إلى منحدر الوهن والنسيان متخلية عما لديها من نظام وقوة وخبرة، ولمدنيات جديدة تحل محلها، ما الداعي إلى هذا التموج الدائم في مناطق المجهود البشري حتى تهلك عنده أشواط المدنية، واحدا بعد آخر؟ ومال عوامل التي تجعل زاهر الأمس، اليوم، يابسا، وخصيب اليوم قاحطا غدا؟ وخصصت المجلة ملفا خاصا لرحيل الاديبة والمفكرة المغربية فاطمة المرنيسي، جاء في مقدمته: حظيت كتابات السوسيولوجية فاطمة المرنيسي، بترجمات إلى لغات عديدة، أكثر من 30 لغة بما فيها الصينية، كما نشرت دراساتها باللغتين الفرنسية والانجليزية بالاضافة إلى اللغة العربية، وتناولت من جوانب انثربولوجية وسوسيولوجية المرأة في العالم العربي والاسلامي، إلى جانب مقاربتها لمواضيع ظلت خطوطا حمراء في التناول وسط الحقل العلمي والثقافي العربي. شارك في الملف كل من: عبد الحق ميفراني بموضوع قاهرة اليوتوبيات، وعبد الرحيم العطري: شهرزاد ترفض المقاس 38، والحسن بنمونة كتب: رحيل مزعج. وحاورت المجلة الشاعر اللبناني الكاتب باللغة الفرنسية صلاح ستيتية، جاء في جانب منه حول علاقته باللغة الفرنسية: كتبت نتاجي كله باللغة الفرنسية، حتى عندما اتحدث للوطن العربي، أنا من ولد في كنف عائلة مسلمة في بيروت، أقول: لم لا؟ ما يجمع بين رجل ولغة يجمع بين رجل وامرأة، علاقة حب، أنا لا اتفحص أبدا بطاقة هوية امرأة ما قبل أن أهيم حبا بها، هكذا الأمر بالنسبة لي، احب اللغة الفرنية واللغة الفرنسية تحبني، وهناك قرابة خمسين كاتبا، من الاكثر تمثيلا للابداع والثقافة العربيين، يكتبون باللغة الفرنسية. ونشر بالعدد حوار مع الأديب الراحل ادوارد الخراط، عن أزمة المثقف العربي. وفي ملف التعايش إلى أين، كتب كمال عبد الطيف عن عن التعايش والتواصل في المساواة والتنوع،وعبد اله كومون عن مأزق التعايش في فرنسا، وحسين محمود عن صدام التعايش الحضاري،، ومحمد غانم الرميحي عن التعايش في فضاء عالمي مضطرب، وفؤاد الصلاحي عن السلم الاهلي والتعايش، وايزابيلا كاميرا عن الاسوارأم التعايش، ويوسف أحمد مكي عن ابعاد العيش المشترك، وعبد السلام بن عبد العالي عن مفهومي الكثرة والتعدد، وامير العزب عن بانوراما التعايش،وفتحي المسكيني، ما التعايش؟. وفي ملحق الدوحة رصدت المجلة المشهد الثقافي خلال الشهر الفائت.